أنقرة – (رياليست عربي): بات التساؤل الحائر مع الانهيار التاريخي للعملة التركية “الليرة”، ليصل سعر الدولار الأمريكي الواحد 18.15 ليرة خلال الساعات الأخيرة، هو مدى قدرة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على توفير أكشاك الخبز ذات السعر المنخفض خلال الأيام المقبلة، التي يقف أمامها طوابير وسط هطول الأمطار.
ولا تعتبر أكشاك الخبز “المدعوم” أساسية في الاعتماد عليها من جانب المواطنين في فترات ماضية، ولكن مع الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة بإنهيار الليرة وحالة “عوز اليد” للمواطن التركي من متوسط ومحدود الدخل والعمال، يتكدس مواطنين على تلك الأكشاك أملا في الحصول على الخبز المدعوم البالغ ثمنه 1.25 ليرة أي ما يقارب 7 سنتات بعملة الدولار ويزن 250 جرام ، بدلا من رغيف الخبز الذي يباع في الأكشاك الخاصة، والتي كان الاعتماد عليها سابقا بـ2.5 ليرة أي 14 سنتات بعملة الدولار و وزنه 210 جرام.
ورصد متابعون التكدس على الأكشاك في الأيام الأخيرة مع الانهيار المستمر لليرة، ووجد أن تهافت المواطنين ليس فقط من محدود الدخل بل من الطبقة المتوسطة أيضا، وأن الزحام زاد 10 أضعاف من خلال الطوابير في الأيام الأخيرة عما كانت عليه هذه الأكشاك في سنوات ماضية.
وتتردد تساؤلات في هذا السياق، حول مدى قدرة حكومة “أردوغان” بتوفير الخبز لتلك الطوابير، ليس في أنقرة أو إسطنبول فقط ولكن في بقية مدن تركيا، ومدى القدرة على مضاعفة أعداد الأكشاك وزيادة الخبز المقرر حتى لا يتحول الأمر إلى “ثورة جياع”.
وبحسب وسائل إعلام تتابع هذه الحالة، فأن تلك الأكشاك لا تقبل للشخص الواحد إلا بالحصول على 5 أرغفة فقط من هذا الخبز ذو السعر المنخفض.
وبحسب نقابة الخبازين في تركيا، ارتفع سعر الدقيق بنسبة 85 % بين شهري أبريل ونوفمبر 2021، ما دفع العديد من المخابز إلى رفع الأسعار.
وتجاوز معدل التضخم رسميا 21 % في نوفمبر على مدى عام، ورغم ذلك تقول المعارضة إن معهد الإحصاء الرسمي يخفض المعدل الحقيقي عن عمد، ويرى المستهلكون ذلك بأنفسهم في أسعار بعض المنتجات الأساسية، مثل زيت عباد الشمس والبيض والزبدة التي تضاعف سعرها تقريبا خلال عام.
خاص وكالة رياليست.