لندن – (رياليست عربي). حذر رجل الأعمال البرازيلي ويسلي باتيستا، أحد الشقيقين المالكين لشركة اللحوم العملاقة JBS، من أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة في تلبية الطلب المتزايد على لحوم الأبقار، ما يدفعها إلى الاعتماد المتزايد على الاستيراد رغم الرسوم الجمركية المرتفعة.
وقال باتيستا خلال مؤتمر استهلاكي نظمته مجموعة روتشيلد في لندن: «الولايات المتحدة تسجل أعلى أسعار للحوم في تاريخها وتضطر إلى زيادة الواردات لأن الإنتاج المحلي لم يعد كافياً لتغطية الطلب».
ووفقاً لبيانات وزارة العمل الأميركية، بلغ متوسط سعر اللحم المفروم 6.32 دولار للرطل في أغسطس — بارتفاع نسبته 13% عن العام الماضي — وهو مستوى قياسي تاريخي. ورغم قرار الرئيس دونالد ترامب في أبريل بفرض رسوم جديدة ضمن ما أسماه «يوم التحرير التجاري»، ارتفعت واردات الولايات المتحدة من لحوم الأبقار بنسبة 30% في النصف الأول من العام، بما في ذلك زيادة بنسبة 91% في الشحنات القادمة من البرازيل قبل دخول رسوم الـ50% حيز التنفيذ في أغسطس.
وعزا باتيستا جزءاً من طفرة الطلب إلى الانتشار الواسع لأدوية إنقاص الوزن من فئة GLP-1 مثل Ozempic وMounjaro، التي تدفع مستخدميها إلى استهلاك كميات أكبر من البروتين للحفاظ على الكتلة العضلية. وقال: «لا أحد يعرف التأثير بدقة، لكن من الواضح أن شيئاً يحدث — البروتين أصبح ظاهرة».
وأظهر استطلاع لمجلس المعلومات الغذائية الدولي أن 71% من الأميركيين يسعون الآن لتناول مزيد من البروتين، مقارنة بـ59% فقط في عام 2022.
وتُعد JBS، أكبر شركة لحوم في العالم وأكبر منتج لحوم أبقار في الولايات المتحدة، حيث تدير تسعة مصانع، وتحقق نحو نصف إيراداتها السنوية البالغة 77 مليار دولار من السوق الأميركية. وأوضح باتيستا أن الرسوم الجمركية لا تؤثر كثيراً على الشركة «لأن معظم إنتاجها في الولايات المتحدة محلي»، مضيفاً: «الأسعار ترتفع، لكن الطلب ما زال قوياً، خصوصاً داخل السوق الأميركية».
ويرى محللون أن انخفاض أعداد الماشية الأميركية هو السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار. وقالت لاريسا ألفاريز من شركة StoneX إن «القطيع الأميركي هو الأصغر منذ خمسينيات القرن الماضي»، مشيرة إلى موجات الجفاف التي أحرقت المراعي في الغرب والجنوب وأجبرت المزارعين على بيع الماشية بدلاً من تربيتها.
وتحولت مجموعة JBS، التي يسيطر عليها الشقيقان ويسلي وجوسلي باتيستا، من مسلخ صغير في البرازيل إلى عملاق عالمي للأغذية، وأصبحت اليوم ثاني أكبر منتج للدواجن ولحم الخنزير في الولايات المتحدة. ونقلت المجموعة مؤخراً إدراجها الرئيسي من بورصة ساو باولو إلى بورصة نيويورك، رغم انتقادات منظمات بيئية تتهمها بالمساهمة في إزالة غابات الأمازون.
وأكد باتيستا أن الشركة تعمل على جعل قطاع تربية الماشية في البرازيل أكثر كفاءة واستدامة بيئياً، قائلاً: «نساعد المزارعين على زيادة الإنتاج باستخدام نفس المساحات والموارد»، مشيراً إلى أن «المنتجين الأميركيين قادرون على تحقيق إنتاج مماثل من اللحوم بنصف عدد القطعان تقريباً، بفضل تحسين السلالات والتغذية».






