برلين – (رياليست عربي): حذرت دراسة حديثة من تحديات العالم الرقمي الذي تستغله الجماعات المتطرفة لترويج أفكارها واستقطاب الشباب وتمويل عملياته في ظل اتجاه عالمي لتشديد التشريعات المكافحة للإرهاب، طبقاً للدراسة التي أجراها “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب“.
تقول الدراسة، إن مخاطر التنظيمات المتطرفة على الأمن الدولي وبضمنها الأمن الرقمي السيبراني قد تصاعدت خلال السنوات الاخيرة، فلم تعد تقنيات الإرهاب كسابق عهدها، ما يعني أن أجهزة الاستخبارات في سباق مع “الذكاء الاصطناعي” وتحديات العالم الرقمي الذي تستغله الجماعات المتطرفة، في عالم ربما غير منظور للمواطن العادي وهي الشبكة المظلمة والعميقة.
هذا التطور اللافت تنبهت له الجماعات المتطرفة وأدركت أهميته لا بل سخرته لصالحها، إن كان شبكة الإنترنت أو شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرتها منفذاً مأموناً لنشر وتنفيذ مشروعها الأيديولوجي بعد إقرارها بفشل عمل التنظيمات السرية والتجنيد المباشر في ظل الهجمة الأمنية الدولية والتنظيم الإقليمي.
وقالت إن العالم الرقمي وأدواته المتطورة والآمنة عزز قدرة تنظيم “داعش” الإرهابي، (المصنف إرهابياً في روسيا الاتحادية) على ترويج أفكاره المتطرفة واستقطاب الشباب ليكونوا جزءاً من مخطط “الذئاب المنفردة” بسهولة لتنفيذ العمليات الإرهابية من غرفهم، خاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنياً مثل تلغرام و”ديب ويب”.
إلى ذلك، تبذل الشركات المسؤولة عن التطبيقات جهوداً مكثفة لإزالة المحتوى المتطرف، وفقد “داعش” بالفعل العديد من صفحاته على تويتر وتليغرام وفيسبوك، في ظل مساعي المفوضية الأوروبية لفرض قوانين جديدة تدفع تلك المواقع وشركات أخرى للإنترنت لإزالة المحتوى المتطرف لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وإلا واجهت غرامات، لكن رغم تلك الإجراءات الصارمة بات الفكر المتطرف يراهن على استخدام تطبيقات برامج “اللايف تشات”.
وأوضحت الدراسة أنه “بعيداً عن أعين الاستخبارات الأوروبية وسيطرة الحكومات في دول العالم، تمكنت التنظيمات المتطرفة من التواصل بسرية تامة وجمع التبرعات المالية وإرسال واستقبال الأموال في مناخ آمن وذلك عن طريق الإنترنت المظلم أو ما يسمى Deep web وهي شبكة لا تعتمد على المتصفحات العادية التي تعرض من محتوى الإنترنت القشرة الخارجية فقط، بل تسخر أنظمة معقدة يصعب على الأنظمة الاستخباراتية تعقبها.
وأكدت الدراسة على أن ذلك يتطلب من الحكومات على مستوى وطني تصعيد جهودها والارتقاء إلى التحديات الجديدة في العالم الرقمي، الذي أصبح تهديداً لا يقل عن تلك التهديدات على الأرض.