موسكو – (رياليست عربي): منذ تفاقم الصراع الأوكراني، تضرر شريان الطاقة الرئيسي في أوروبا، خط أنابيب الغاز نورد ستريم ونورد ستريم 2، بسعة إجمالية قدرها 110 مليار متر مكعب، لأول مرة،تصف كل من موسكو وبروكسل الحادث بأنه عمل تخريبي، لكن أسباب الحادث لم يتم تسويتها بعد، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عما حدث.
وقد تستغرق استعادة خطوط أنابيب الغاز شهوراً، لذا فمن الواضح أنه ليس من الضروري استخدامها لتزويد أوروبا بالغاز في الشتاء، كما من المتوقع أن تزيد دول الاتحاد الأوروبي أسعار الغاز بشكل أكبر بل وتوقف بعض الإنتاج.
وقال مشغل نورد ستريم أن الخيوط الثلاثة “تسببت في وقت واحد في أضرار غير مسبوقة”، في وقت وقوع الحادث، لم يكن كلا خطي أنابيب الغاز قيد الاستخدام، لكنهما تراكمت مئات الملايين من الأمتار المكعبة من غاز المعالجة، تم بناء نظام خطوط الأنابيب هذا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا – ما يصل إلى 110 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً في المجموع، استغرق بناء هذا النظام حوالي 17 مليار يورو.
واتفق السياسيون الروس والأوروبيون على أن سبب الحادث كان التخريب، ومع ذلك، يبقى أن نرى من قد يكون وراء هذا.
بالمحصلة، قد يلزم ما لا يقل عن 200-300 مليون يورو للتخلص من عواقب الحوادث، ومع ذلك، لا يمكن الأمل في إصلاح مبكر، حيث سيستغرق فحص موقع الحادث عدة أسابيع، وسيتأخر التعافي لمدة شهر آخر، بالإضافة إلى ذلك، تظهر أسئلة أخرى: متى يمكن أن تبدأ الإصلاحات ومن سيدفع ثمنها؟
ذكرت وسائل إعلام ألمانية، نقلاً عن ممثلين عن السلطات، أن البلاد تخشى من أن الأنابيب الثلاثة لأنابيب الغاز لن تكون قابلة للاستخدام في المستقبل، حيث يتمثل الخطر الأكبر في دخول المياه المالحة بسبب إزالة الضغط، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى التآكل.
في الوقت الحالي، تبلغ تكلفة ألف متر مكعب من الغاز في أوروبا أكثر من 2000 دولار، إلا أن الأوروبيين يخشون من أن الأسعار سترتفع بشدة في المستقبل القريب، والمئات من المصانع الأوروبية في خطر بالفعل، على وجه الخصوص، المعدنية، وكذلك تلك المرتبطة بإنتاج الأسمدة.
لقد بذل الاتحاد الأوروبي جهودًا كبيرة لتحقيق الاستقرار في أسعار الطاقة لكن التخريب في نورد ستريم سيؤدي بالتأكيد إلى فشلها، حيث كان من المفترض أن تساهم خطوط أنابيب الغاز في تطوير التعاون متبادل المنفعة مع روسيا، لكن الآن تبددت آمال الاتحاد الأوروبي في الحصول على الغاز.
وبسبب هذه “الحوادث”، أصبحت العلاقات المعقدة والمعقدة بالفعل بين روسيا والغرب أكثر تعقيداً، ويشكل هذا سابقة خطيرة بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.
لا ينبغي السماح بمثل هذه الأفعال، كما لا ينبغي التغاضي عنها، في أعقاب “صيف السخط” يأتي “الشتاء الأكثر برودة”، وستدفع موجة من إفلاس الشركات والركود الاقتصادي إلى عتبة أوروبا، فإما الدفاع عن حقوقها أو انتظار مصيرها القاتم القادم قريباً.