جوهانسبرغ – (رياليست عربي): من المتوقع أن تصبح قمة البريكس الخامسة عشرة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) المنعقدة في جوهانسبرغ نقطة تحول في التنمية الاقتصادية للعديد من البلدان الأفريقية. بالنسبة للبعض منهم، هذه بداية حقبة جديدة، وبالنسبة للبعض الآخر فهي استمرار للجهود المبذولة لضمان تعاون أوثق وظروف أكثر ملاءمة للنمو.
إن القمة توفر “منصة غير مسبوقة للحوار والاتفاق وتنفيذ نماذج جديدة للتجارة والاستثمارات الإفريقية والعالمية، خاصة وأن المنتدى يشارك فيه “قادة أكثر من 20 دولة إفريقية، فضلاً عن العديد من ممثلي القطاع الخاص في الجنوب العالمي”، خلال القمة “تعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين المندوبين والمشاركين المدعوين”، يتم خلالها “مناقشة سبل تطوير شراكة متبادلة المنفعة وتعميق التكامل الاقتصادي وخلق فرص لنمو التجارة الثنائية”.
الآن، تسعى البريكس إلى أن تصبح القوة الرئيسية في الترويج لفكرة الجنوب العالمي، أي مصالح الدول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ذات دخل الفرد المنخفض، والبنية التحتية المتخلفة”، ويلعب بنك (NDB) التابع لمجموعة البريكس دوراً نشطاً في هذا الأمر، والذي يعتزم تمويل المؤسسات المملوكة للدولة والشركات الخاصة المشاركة في مشاريع البنية التحتية في جنوب إفريقيا ودول أفريقية أخرى، ومن المهم أن يدعم هذا البنك المعاملات المالية باستخدام العملات الوطنية من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس.
لكن على الرغم من عدم وجود خطط عابرة لدول البريكس للتحول إلى عملتها الموحدة، إلا أن هناك زيادة مطردة في المدفوعات بين أعضاء البريكس بالريال البرازيلي والروبل الروسي والروبية الهندية واليوان الصيني وراند جنوب إفريقيا، وهذا يشير إلى أن “التركيز الأحادي الجانب على الدولار الأميركي فقط لم يعد يبدو ضرورياً، حيث أن مجموعة البريكس لا تسعى إلى التخلص من الدولار على الفور، ولكن من الواضح أنها تعمل على تعزيز نفوذها العالمي.
أهمية القمة بالنسبة لجنوب أفريقيا
شكلت دول البريكس 21% من التجارة الخارجية لجنوب إفريقيا في عام 2022، وفي الفترة 2017-2022، نما حجمها بمتوسط 10% سنوياً، مثل العديد من الدول الإفريقية الأخرى، تجمع قمة البريكس لعام 2023 جنوب إفريقيا آمال جديدة وزيادة الفرص الاقتصادية، فقد وقع بنك التنمية الجديد مؤخراً على قرض بقيمة 170 مليون دولار لتطوير مرافق البنية التحتية للمرحلة الثانية من المشروع المشترك بين جنوب أفريقيا وليسوتو لتنمية الموارد المائية، ويشمل ذلك بناء سد، وإنشاء خزان كبير، ومد طرق الوصول والجسور وخط أنابيب بطول 38 كيلومتراً، والذي سيحسن إمدادات المياه للمنطقة الوسطى الصناعية في جنوب أفريقيا على مستوى العالم، على حساب ليسوتو، ومن الجبال التي تنبع منها الأنهار الرئيسية في المنطقة.