موسكو – (رياليست عربي): لم تكن الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى الصين تتسم بالإعلان عن مشاريع عملاقة جديدة أو بالتوقيع على وثائق “صنع حقبة” أخرى، نتيجة الزيارة هي خمس اتفاقيات، بما في ذلك بروتوكولات بشأن متطلبات الصحة النباتية للدخن المُصدَّر من الاتحاد الروسي إلى الصين، ومتطلبات مماثلة للمواد الخام النباتية الطبية للطب الصيني، ومذكرة تفاهم بين وزارة التنمية الاقتصادية في جمهورية الصين الشعبية، الاتحاد الروسي ووزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية بشأن تعميق التعاون الاستثماري في مجال التجارة في الخدمات.
تتطور العلاقات التجارية بين البلدين بوتيرة جيدة إلى حد ما حتى بدون أي زخم إضافي، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين، وفقاً للإدارة العامة للجمارك الصينية، من يناير إلى أبريل 2023 على أساس سنوي بنسبة 41.3٪ إلى 73.148 مليار دولار، وزادت الصادرات من الصين إلى روسيا خلال هذه الفترة بنسبة 67.2٪ وبلغت 33.68 مليار دولار، بينما زادت الشحنات من روسيا إلى الصين بنسبة 24.8٪، لتصل إلى 39.46 مليار دولار.
الآن، رفع رئيس روسيا ورئيس الصين الحد، داعين إلى زيادة حجم التجارة الثنائية في السلع والخدمات بين الدول إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024، وكما أكد ميخائيل ميشوستين في نهاية محادثاته في بكين، فإن هذا الإنجاز سيتم بلوغه هذا العام.
إن أولوية الصادرات الروسية إلى الصين هي النفط والغاز، فقد ارتفعت شحنات النفط الروسي إلى الصين في الفترة من يناير إلى أبريل بنسبة 26.5٪ على أساس سنوي، لتصل إلى حوالي 32.4 مليون طن، ولا يزال الاتحاد الروسي يحتل الصدارة من حيث صادرات النفط إلى الصين بين جميع البلدان الموردة، من حيث القيمة، انخفض استيراد حاملة الطاقة هذه من روسيا إلى الصين خلال نفس الفترة الزمنية بنسبة 1.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى 17.44 مليار دولار، لكن هذا بالكاد يمكن اعتباره انهياراً.
من ناحية أخرى، بلغت تكلفة شحنات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى الصين في الفترة من يناير إلى مارس 1.76 مليار دولار، بعد أن زادت بمقدار 2.2 مرة.
بالإضافة إلى ذلك، زادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الاتحاد الروسي إلى الصين في الفترة من يناير إلى مارس على أساس سنوي بنسبة 67.7٪، لتصل إلى 1.62 مليون طن. ومن حيث القيمة، زادت واردات هذا الناقل للطاقة بنسبة 80.8٪، متجاوزة 1.32 مليار دولار، من حيث الحجم المادي للغاز الطبيعي المسال الذي تشتريه الصين، تحتل روسيا المرتبة الرابعة.
بالتالي، إن المزيد من الآفاق للتجارة الروسية الصينية، بما في ذلك مشروع كبير اليوم مثل قوة سيبيريا 2، سوف تتضح على ما يبدو بعد زيارة الرئيس الروسي للصين، ربما سيتزامن ذلك مع منتدى الحزام والطريق القادم في بكين، والذي قد يعقد هذا العام.
وغالباً ما زُعم في العقدين الماضيين أن الشراكة الروسية الصينية ارتفعت إلى أعلى مستوى في التاريخ، وكانت هناك أسباب لذلك، ولكن، بالنظر إلى حقائق اليوم، فإن هذا “أفضل وقت” لم يحن بعد. الشيء الرئيسي، كما تم التأكيد عليه خلال زيارة ميشوستين للصين، هو تحسين جودة هذا التعاون، ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحقيق ذلك.