القاهرة – (رياليست عربي): في خطوة جاءت متأخرة وربما يمكن وصفها بالرمزية فى سياق التبادل التجاري بين روسيا ومصر، أعلنت شركة «نارسان» الروسية المتخصصة فى تعبئة زجاجات المياه المعدنية دخول الأسواق المصرية.
وحسب مدير المعرض الدائم للمواد الغذائية الروسية في مصر، عمرو البلتاجي، تعمل «نارسان» في تعبئة المياه المعدنية الطبيعية الغنية بالمعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، وتحمل الاسم التجاري «كيسلوفودسك إستوشنيك» وهي مؤسسة صناعية حديثة ذات قاعدة إنتاج قوية ويتم استخراجها من عيون طبيعية موجود بمدينة «منراليه فودي» وتأتى من عيون طبيعية تحت الأرض من أسفل سفح الجبال.
وتقوم شركة «نارسان» بتعبئة 4000 زجاجة/ساعة بسعة 1 لتر، ويصل الإنتاج إلى 35000 زجاجة.
كما تستعد شركة «بايكال» الروسية أيضا بمد الأسواق المصرية بأجود أنواع المياه على الإطلاق، والتي تستخرج من أنقى بحيرة في العالم في روسيا.
ووفق تصريحات البلتاجي، ترغب الشركة الروسية في تواجد هذه المياه في مصر وتصديرها لباقي دول الشرق الأوسط وأفريقيا مباشرة أو عن طريق القاهرة، كما أنها ستتواجد في المحلات والمناطق الفاخرة على مستوى الجمهورية المصرية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضى، استقبلت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى مقرها بالسخنة شمالي شرق القاهرة، وفد شركة كراستسفيتمت Krastvetmet الروسية العاملة في مجال المعادن النفيسة واستخداماتها الصناعية، وذلك انعكاسًا لتوافد الشركات الروسية على المنطقة في إطار الاتفاقات التي تمت بين الجانبين المصري والروسي لإنشاء منطقة صناعية روسية بالسخنة وشرق بورسعيد.
وأكد مدير التسويق الهندسي بشركة كراستسفيتمت Krastvetmet الروسية ديميتري أوبدين، وقتها أن شركته تتطلع لإنشاء مشروع لإنتاج بعض المنتجات الوسيطة والعوامل الحفزية المستخدمة في صناعة وإنتاج حامض النيتريك الذي يعد مكونًا رئيسًا في صناعة الأسمدة، وتهدف الشركة من خلال هذا المشروع بناء مركز إقليمي لهذه الصناعة التي تتطلب تقنياتٍ متقدمة تقتصر على عدد محدود من الشركات حول العالم رغم أهميتها للصناعة ووجود سوق واسعة لها دوليًّا سواء في مجال الأسمدة أو غيرها.
ويرى خبراء أن التعاون الروسي المصري فى المجال التجاري لازال دون المستوى المرجو، خصوصاً في ظل الأوضاع الدولية الحالية، لما تحمل موسكو والقاهرة من فرص لكل طرف، فعلى الصعيد الروسي وفي ظل انسحاب شركات غربية من الأسواق ترضية الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يعد فرصة سانحة أمام الصناعات المصرية الشركات الكبرى لشغل فراغ السوق واستغلال الفرصة بالتواجد هناك، وعدم الاكتفاء بتصدير البرتقال وبعض المحاصيل الزراعية.
من جهة أخرى وفق الخبراء، أن الرخصة الذهبية للمشاريع التى أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تفتح الأبواب على مصرعيها أمام الاستثمار والمنتجات الروسية المختلفة وعدم قصر التبادل التجاري على أنشطة محددة، لما تمثله القاهرة من بوابة عبور لدول إفريقيا والشرق الأوسط.
ومع الأزمات التي يشهدها الاقتصاد المصري بسبب عملة الدولار، فالتعاون مع الجانب الروسي وتعزيز التبادل التجاري يفتح ممراً جديداً لعملة الروبل والجنيه في التبادل هرباً من مصيدة العملة الأميركية، كما أن التاريخ المشترك والترحيب الشعبي المتبادل يعزز فرص النجاح في شتى المجالات الصناعية خصوصا شركة الأغذية والمشروبات وغيرها من الصناعات الحيوية.