سان فرانسيسكو – (رياليست عربي). أنفقت غوغل وميتا ومايكروسوفت ما يقرب من 80 مليار دولار في الربع الأخير لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، في أضخم موجة استثمار في تاريخ وادي السيليكون، لكن الأسواق المالية أظهرت ردود فعل متباينة على هذا الإنفاق الضخم.
ارتفعت أسهم ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بنحو 7٪ في تعاملات ما بعد الإغلاق يوم الأربعاء، بعدما رفعت إنفاقها الرأسمالي لعام 2025 إلى 93 مليار دولار — بزيادة 8 مليارات عن التقديرات السابقة — وأعلنت عن إيرادات فصلية قياسية بلغت 100 مليار دولار.
في المقابل، تراجعت أسهم ميتا بنحو 9٪، ما يهدد بمحو 160 مليار دولار من قيمتها السوقية، بعد أن أشار مؤسسها مارك زوكربيرغ إلى أن استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي قد تتجاوز 100 مليار دولار العام المقبل.
وقال ديك مولاركي، المدير العام في شركة SLC Management التي تدير أصولًا بقيمة 300 مليار دولار: «رد فعل السوق يُظهر مدى حساسية المستثمرين تجاه سرعة تحويل استثمارات الذكاء الاصطناعي إلى إيرادات فعلية. هناك خشية من أن سباق الهيمنة في هذا المجال قد يتجاوز الحدود — والتاريخ مليء بفقاعات تكنولوجية انتهت بمآسٍ للمستثمرين الأوائل».
غوغل تكسب الثقة، ومايكروسوفت تتراجع
أما مايكروسوفت، التي أصبحت هذا الأسبوع ثالث شركة في العالم تتجاوز قيمتها 4 تريليونات دولار بعد إتمامها اتفاق إعادة هيكلة مع OpenAI، فقد انخفض سهمها 4٪ رغم تجاوزها توقعات الأرباح وتسجيل وحدة Azure السحابية نموًا بنسبة 39٪ في الإيرادات.
وكشفت الشركة عن نفقات رأسمالية قدرها 35 مليار دولار في الربع الأخير، بزيادة 74٪ عن العام الماضي، مع توقع بلوغ الإنفاق نحو 140 مليار دولار في 2026. وقال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا إن مايكروسوفت تبني «بنية تحتية سحابية على مستوى الكوكب» وستضاعف حجم مراكز البيانات خلال عامين.
ويبدو أن غوغل ومايكروسوفت، اللتين تحققان إيرادات مباشرة من بيع خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي للشركات، استطاعتا إقناع المستثمرين بأن ارتفاع تكاليف الرقائق والكهرباء ومراكز البيانات سيؤدي في النهاية إلى عوائد مستدامة.
وكشف الرئيس التنفيذي لغوغل سندر بيتشاي أن أداة الذكاء الاصطناعي «جيميني» وصلت إلى 650 مليون مستخدم شهريًا، ارتفاعًا من 450 مليون في يوليو، مقتربة من 800 مليون مستخدم لتطبيق ChatGPT. وأشار إلى أن قسم الحوسبة السحابية يحقق مليارات الدولارات من عملاء المؤسسات ولديه دفتر طلبات بقيمة 155 مليار دولار.
كما سجلت إعلانات البحث الأساسية ارتفاعًا بنسبة 15٪، ما خفف المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يضر بنشاط غوغل الإعلاني التقليدي. وقال المحلل أنجيلو زينو من CFRA Research: «تُظهر ألفابت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدفع نمو الإعلانات مع الحفاظ على الهوامش التشغيلية».
ميتا تواجه انتقادات بسبب «الذكاء الاصطناعي بأي ثمن»
أما ميتا، المالكة لـFacebook وInstagram، فقد واجهت سخطًا متزايدًا من المستثمرين، إذ لم ينجح ارتفاع الإيرادات الفصلية بنسبة 26٪ إلى 51.2 مليار دولار في تهدئة المخاوف بشأن قفزة التكاليف التشغيلية. وتشير التوقعات إلى أن الإنفاق الرأسمالي قد يبلغ 72 مليار دولار هذا العام، مع نمو أكبر بكثير في 2026 مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 105 مليارات.
ودافع زوكربيرغ عن هذا النهج، قائلاً إنه «الاستراتيجية الصحيحة لبناء القدرات مبكرًا» من أجل تحقيق طموحات الشركة طويلة المدى في الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن أي فائض في الطاقة الحاسوبية سيُستخدم لاحقًا لدعم نشاط الإعلانات «المتعطش للقدرات الحاسوبية».
وقفزت نفقات البحث والتطوير إلى 30٪ من الإيرادات، وهي الأعلى منذ أكثر من عامين، فيما تراجع هامش التشغيل إلى 40٪. وحذّر المحلل جين مونستر من Deepwater Asset Management من أن «العام المقبل قد يشهد نموًا في الإيرادات بنسبة 18٪ مقابل زيادة في المصروفات بنسبة 35٪».
كما سجلت ميتا خسارة ضريبية لمرة واحدة بقيمة 15 مليار دولار مرتبطة بإصلاحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المالية، مما أدى إلى تراجع صافي الأرباح بنسبة 83٪ إلى 2.7 مليار دولار.
ورغم تعهد زوكربيرغ بأن برنامج «الذكاء الفائق» الخاص بميتا سيصل إلى 3.5 مليار مستخدم عبر تطبيقات الشركة، يرى محللون أن الجدول الزمني لتحقيق إيرادات فعلية من الذكاء الاصطناعي لا يزال غامضًا.
وقال براين فيزر من شركة Madison and Wall: «غوغل ومايكروسوفت تنفذان أنظمة ذكاء اصطناعي تجارية متكاملة، أما ميتا فما زال جوهر أعمالها الإعلانات — وهناك حدود لقدرة ضجة الذكاء الاصطناعي على توسيع ذلك».
ملاحظة المحرر: شركة Meta Platforms Inc. (المالكة لفيسبوك وإنستغرام) مصنفة كمنظمة متطرفة ومحظورة في روسيا الاتحادية.






