موسكو – (رياليست عربي): قال مكسيم تشيركوف، الأستاذ المشارك في قسم السياسة الاقتصادية والقياسات الاقتصادية في جامعة الإدارة الحكومية، إن الاقتصاد الروسي أظهر مقاومة لعقوبات الاتحاد الأوروبي؛ ولن تكون الحزمة الرابعة عشرة من القيود استثناءً.
وفي وقت سابق من هذا اليوم، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا. ويتضمن فرض قيود على عبور الغاز الطبيعي المسال الروسي عبر الموانئ الأوروبية، ومن الواضح أن الحظر لا يؤثر على الواردات، ولكنه ينطبق فقط على إعادة التصدير إلى دول ثالثة عبر الاتحاد الأوروبي.
بالتالي، إن الموجة التالية من العقوبات، بشكل عام، لم تسفر عن أي قرارات جدية جديدة، هذا في الأساس تكرار لما حدث من قبل، ويشير هذا إلى أن قصة العقوبات بدأت تفقد زخمها، وتتضمن الحزمة الرابعة عشرة عقوبات على شركات من دول أخرى، وقال الخبير في هذا السياق: من وجهة نظري، هذا مجرد انتحار بالنسبة للغرب، وتتكبد الدول الغربية تكاليف باهظة بمجرد فرض عقوبات على الاتحاد الروسي، ولكن هنا الشركات من الصين وكازاخستان وقيرغيزستان وتركيا والإمارات العربية المتحدة تخضع للعقوبات، وهذا يعني أنه من أجل الامتثال لهذه العقوبات غير القانونية، يتعين على الدول الغربية جر المزيد والمزيد من الدول إلى حرب العقوبات هذه، وهو أمر سيئ بالطبع بالنسبة للاقتصادات الغربية، لأنها تفقد قدرتها التنافسية، وتفقد القدرة على جذب الموارد في العديد من مناطق العالم.
أما بالنسبة للاقتصاد الروسي، فيمكن رؤية تأثير إيجابي للعقوبات، حسبما أشار الخبير الاقتصادي.
وأضاف: «بالطبع سيكون من الأفضل تجنب العقوبات. ولكن، من ناحية أخرى، هناك فرص كبيرة مفتوحة أمام الاتحاد الروسي بسبب حقيقة أن الدول الغربية تحد من العمل مع العديد من البلدان ومع شركات من العديد من البلدان، ويبدو لي أنه مع العقوبات الجديدة سيعيد التاريخ نفسه كما حدث مع الحزم السابقة، أي أنه نتيجة لتطبيق حزم العقوبات الـ 13 السابقة، زاد الاقتصاد الروسي من نموه بسبب تحسن قدرته التنافسية مقارنة بانخفاض القدرة التنافسية للدول الغربية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا إن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بذل المزيد والمزيد من الجهود للتوصل إلى توافق بشأن عقوبات جديدة ضد الاتحاد الروسي.
وفي معرض حديثه عن وضع العقوبات، أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أنها أصبحت أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تنمية الاقتصاد، وأشار إلى أن روسيا تعلمت الخروج من المواقف الصعبة بفضل السياسات النقدية وسياسات الميزانية، بدوره أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن الدول الغربية كانت على وشك تقويض الاقتصاد الروسي في غضون عدة أشهر بعد بدء العملية الخاصة، لكن من الواضح الآن أن هذا لم يحدث.
في الوقت نفسه، في أبريل/نيسان، قال النائب عن حزب البديل من أجل ألمانيا، فرانك رينك، إن العقوبات المناهضة لروسيا التي فرضتها برلين تضر في المقام الأول باقتصاد ألمانيا نفسها، وفي مارس/آذار، أعلنت فنلندا أيضاً عن التأثير المعاكس للعقوبات المناهضة لروسيا على الأسمدة والنيكل، وأشار وزير الاقتصاد في البلاد، فيل ريدمان، إلى أن القيود لم يتم فرضها لأنها كانت ستكون بمثابة “طلقة في القدم” للغرب.