نيويورك – (رياليست عربي). أعلنت مجموعة جي بي مورغان تشيس، الاثنين، عن إطلاق مبادرة ضخمة بقيمة 1.5 تريليون دولار تمتد لعشر سنوات تحت اسم «مبادرة الأمن والمرونة» (Security and Resiliency Initiative)، تهدف إلى تعزيز الأمن الاقتصادي الأميركي وتقوية القدرة التكنولوجية الوطنية في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
وستوجّه المبادرة تمويلات واستشارات واستثمارات مباشرة إلى قطاعات تعتبر حيوية لاستقرار الولايات المتحدة على المدى الطويل، مثل المعادن النادرة والتصنيع المتقدم والحوسبة الكمّية.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي جيمي ديمون إن «الولايات المتحدة أصبحت تعتمد بشكل مفرط على مصادر غير موثوقة للمعادن والمنتجات والتصنيع — وهي جميعها عناصر أساسية لأمننا القومي». وأضاف:
«أميركا بحاجة إلى مزيد من السرعة، ومزيد من الاستثمار، وعدد أقل من العقبات: التنظيمات المفرطة، والبيروقراطية، والانقسام الحزبي».
أربعة محاور رئيسية للاستثمار
أوضحت «جي بي مورغان تشيس» أن المبادرة الجديدة ستركز على أربعة مجالات استراتيجية:
- سلاسل التوريد والتصنيع المتقدم — وتشمل الروبوتات، المواد الدوائية الأساسية، والمعادن الأرضية النادرة.
- الدفاع والفضاء الجوي — مع التركيز على الأنظمة الذاتية، الاتصالات من الجيل الجديد، والتقنيات الدفاعية المتطورة.
- الاستقلال والمرونة في مجال الطاقة — بما في ذلك تحديث شبكات الكهرباء، تخزين البطاريات، وأنظمة الطاقة الموزّعة.
- التقنيات الحدودية والاستراتيجية — مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والحوسبة الكمّية.
كما حددت المجموعة 27 قطاعاً فرعياً ضمن هذه المجالات، تمتد من الطاقة النووية وبناء السفن إلى المواد النانوية والمكونات الدفاعية الحساسة.
رفع سقف التمويل بنسبة 50%
وكانت المجموعة تخطط مسبقاً لتمويل نحو تريليون دولار في هذه الصناعات خلال العقد المقبل، لكن مع المبادرة الجديدة سيُرفع المبلغ إلى 1.5 تريليون دولار.
وقال ديمون:
«يتضمن ذلك ضمان الحصول على الأدوية الحيوية والمعادن الأساسية، والدفاع عن الوطن، وبناء أنظمة طاقة تلبي الطلب المتزايد بفعل الذكاء الاصطناعي، وتطوير تقنيات مثل أشباه الموصلات ومراكز البيانات».
بناء القدرات والخبرة
ستقوم «جي بي مورغان تشيس» بتعيين مصرفيين ومستشارين جدد وتشكيل مجلس استشاري خارجي يضم قادة من القطاعين العام والخاص لتوجيه الاستراتيجية طويلة الأمد.
وسيدعم مركز الجغرافيا السياسية التابع للمجموعة المبادرة عبر تزويد العملاء بأبحاث حول سلاسل الإمداد والمعادن النادرة واتجاهات التكنولوجيا العالمية، مستفيداً من خبرة وحدات إدارة الأصول والثروات والتكنولوجيا التي تمتلك بالفعل استثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبحث الكمّي.
دعوة إلى تحرك وطني مشترك
وأكدت المجموعة أنها ستسعى إلى تشجيع السياسات التي تسرّع البحث العلمي وتبسط إجراءات الترخيص وتشجّع التعاون بين القطاعين العام والخاص في المجالات الاستراتيجية.
وختم ديمون بالقول:
«نأمل، كما فعلت أميركا في الماضي، أن نتوحّد لمواجهة هذه التحديات الهائلة. علينا أن نتحرّك الآن».






