تبلّيسي – (رياليست عربي): نصحت منظمة الشفافية الدولية الأمريكية غير الحكومية جورجيا بتقليل اعتمادها على روسيا، وبحسب البيانات المقدمة، فقد ارتفع معدل دوران البضائع وحجم التحويلات بين الدول منذ فبراير/ شباط.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، غادر العديد من الروس إلى جورجيا كبلد محايد، بدون مشاكل لغوية، بمناخ معتدل ومعيشة رخيصة، وأخذوا أموالهم هناك، إلى حد كبير، أصبحت جورجيا منصة مالية بين روسيا وبقية العالم، هذا الأمر أثار السخط المبرر في الغرب الجماعي، ولهذا السبب بدأوا في الضغط على الجورجيين من خلال منظمة الشفافية الدولية.
في الفترة من يناير/ كانون الثاني، إلى يونيو/ حزيران 2022، تلقت جورجيا حوالي 1.2 مليار دولار من الإيرادات من روسيا من خلال التحويلات، والسياحة وصادرات البضائع. هذا هو 2.5 مرة أعلى من نفس المؤشر العام الماضي.
وفي مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، ومايو/ أيار، ويونيو/ حزيران 2022، تم تسجيل 6400 شركة روسية في جورجيا، وهذا هو سبعة أضعاف المعدل السنوي لعام 2021.
كما نمت واردات المنتجات النفطية من روسيا بنسبة 280٪ منذ فبراير/ شباط، وبلغ حجم مبيعاتها 118 مليون دولار، تضاعفت واردات الكهرباء أربع مرات بمقدار 9 ملايين دولار، وزادت واردات الفحم وفحم الكوك ثلاث مرات وبلغت 23 مليون دولار.
وفي الربع الثاني من عام 2022، نمت تحويلات الأموال من روسيا إلى جورجيا 6.5 مرة وبلغت 678 مليون دولار، كما بلغ نمو الاقتصاد الجورجي في يونيو/ حزيران 7.2٪، وللنصف الأول من عام 2022 – 10.5٪ في المتوسط، كان السبب الرئيسي للنمو هو تدفق رأس المال الروسي.
أوصى معدو التقرير السلطات الجورجية بتقليل اعتمادها على روسيا والتوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأخرى، كما ينصحون بعدم تقديم منح للشركات المتعاونة مع روسيا أو الروس، بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتقليل حصة ناقلات الطاقة الروسية.
اتضح أن التقرير يهدف إلى لفت انتباه العالم بأسره إلى حقيقة أن الجورجيين، في الواقع، يساعدون الشركات الخاصة الروسية بشكل غير مباشر، وفي الواقع الحالي، هذا غير مقبول من وجهة نظر الغرب الجماعي.
كما أن المجال السياسي لجورجيا يتم تنشيطه أيضاً، فقد تم إنشاء حركة “سلطة الشعب” المناهضة لأمريكا، والتي أسسها أناس من “الحلم الجورجي” الحاكم، واتهموا السفيرة الأمريكية كيلي ديجنان بجر البلاد إلى الحرب، في ظل هذه الخلفية، قال رومان جوتسيريدزي، مؤسس حزب ساكاشفيلي المعارض المؤيد للغرب، الحركة الوطنية المتحدة، إنه سيطالب السلطات بمنع الروس من شراء العقارات في جورجيا، كما اشتكى من حقيقة أن الروس يشترون قطع غيار للسيارات في جورجيا.
العمليات التي تجري في جورجيا، على الرغم من خطورتها الواضحة، تنبع من بقاء عادي، حيث ينقسم المجال السياسي المحلي، إلى نوعين: الأول، يتغذى البعض على حساب الأعمال المرتبطة بروسيا، والثاني يعتمد على الإعانات من الغرب الجماعي وتركيا، كلاهما يفهم أن جورجيا نفسها ليست قابلة للحياة، وأنهما يحاولان ببساطة البقاء واقفين على قدميها، وتحقيق التوازن بين مصالح الدول الأخرى.
بالنسبة للسياسيين الجورجيين من كلا المعسكرين، يأتي وقت عصيب الآن بسبب الأحداث في ناغورنو كاراباخ، حيث سيتعرضون الآن لضغوط من جميع الأطراف.