برلين – (رياليست عربي): على خلفية التوترات المتزايدة بين روسيا والغرب بسبب العملية الروسية الخاصة في أراضي أوكرانيا، خفضت موسكو بالفعل صادرات الغاز إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتخشى برلين الآن من أزمة غاز شتوية يمكن أن تشل الصناعة وتجمد ملايين الأشخاص في منازلهم، كما يحذر جو ميللر الكاتب في صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، حيث أن “كل الأنظار تتجه نحو نورد ستريم 1، خط الأنابيب الذي يربط روسيا مباشرة بأوروبا عبر بحر البلطيق.
لقد خفضت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم التي تسيطر عليها الدولة طاقة SP-1 بنسبة 60٪ في يونيو/ حزيران قبل إغلاقها بالكامل للصيانة المقررة يوم الاثنين الماضي، وفي ظل الظروف العادية، يستمر هذا لمدة 10 أيام فقط، لكنهم في برلين يخشون من أن نورد ستريم 1 لن يعود إلى العمل في 21 يوليو/ تموز، كما هو مخطط.
إن الإغلاق المطول للغاز بعد هذا الأسبوع سيعيق خطط ألمانيا لتخزين الغاز في التخزين قبل موسم التدفئة، وقال بيوتر زنجر، الرئيس التنفيذي لشركة SKW Stickstoffwerke Piesteritz، أكبر منتج للأمونيا في ألمانيا، بأنه لا يساوره أي شك بشأن المصير الذي ينتظر شركته الكيماوية إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز.
وأضاف زنجر بأنه، “علينا أن نوقف الإنتاج على الفور، من 100٪ إلى الصفر”، إذا توقفت منصات الغاز الروسية تماماً، يتوقع معظم الاقتصاديين أن تشهد القوة الاقتصادية في منطقة اليورو انخفاضاً حاداً في الإنتاج.
ووفقاً للمحللين في بنك UBS السويسري، فإن نقص الغاز هذا الشتاء سيؤدي إلى “ركود عميق”، مع تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6٪ تقريباً بحلول نهاية العام المقبل، كما حذر البنك المركزي الألماني من أن تأثير الدومينو في سلاسل التوريد العالمية “سيزيد من تأثير الصدمة الأولية بمقدار مرتين ونصف”.
ألمانيا هي أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا ودولة عبور مهمة يقوم من خلالها خط أنابيب الغاز نورد ستريم وغيره بتوريد الغاز إلى أوروبا، في عام 2021، استوردت ألمانيا حوالي 35٪ من نفطها، و 55٪ من الغاز الطبيعي وحوالي نصف فحمها من روسيا.