بروكسل – (رياليست عربي): يثير تفشي المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد “أوميكرون” الخوف حول العالم، وتحديداً في أوروبا، حيث بدأت العديد من الدول باتخاذ إجراءات احترازية لمنع وصول المتحور الجديد لأراضيها، وخصوصاً أنها تعاني أصلاً من موجة وبائية حادة طيلة الأسابيع الماضية، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض في وقت سابق حظراً مؤقتاً على القادمين من من جنوب أفريقيا، إلا أن المتحور دخل عملياً إلى أوروبا بعد تأكيد أول حالة في بلجيكا، الأمر الذي شكل مصدر قلق لعموم دول الاتحاد الأوروبي وحتى العالم، وقال وزير الصحة الألماني، ينس شبان، في هذا الخصوص: “آخر ما نحتاجه هو ظهور متحور جديد من شأنه أن يسبب المزيد من المشاكل”.
بدورها، قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، إن الرحلات الجوية “سيتعين تعليقها حتى يكون لدينا فهم واضح حول الخطر الذي يمثله هذا المتحور، وينبغي على المسافرين العائدين من هذه المنطقة احترام قواعد الحجر الصحي الصارمة”، وشددت على ضرورة توخي الحذر البالغ، محذرة من “ظهور وانتشار متحورات فيروس كورونا مثيرة للقلق بشكل أكبر، والتي قد تنتشر في أنحاء العالم خلال أشهر قليلة”.
إلا أن غالبية شعوب الدول الأوروبية انتفضت في وجه قرارات حكوماتها خاصة فيما يتعلق بالإغلاق، إذ تواجه أوروبا الآن معارضات شعبية كبيرة إذا فرض الإغلاق والتدابير المشددة، خاصة في ظل غياب التنسيق بين دول الاتحاد وهذا ما تبين خلال العامين الماضيين.
لكن الخوف الرئيسي يكمن من أن أي إغلاق جديد يعني تدهوراً للاقتصاد الأوروبي المعتمد على تحصيل الضرائب لتمويل الموازنات الحكومية وتجارة الخدمات، والسلع وسلاسل الإمداد الغذائي البينية، بالتالي، تعطيل الحياة العامة لفترات غير معلومة، يبقي الاتحاد الأوروبي، بحالة من التذبذب وعدم اليقين، ويحطم القدرة على المنافسة كما يرهق الخزائن العامة بدفع الأموال، كتعويضات بطالة نتيجة تراجع قدرة الشركات على التوظيف والخسائر وما شابه ذلك.
مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأوروبي بطبيعة الحال يعاني هشاشة اقتصادية في ضوء نقص العمالة والتشغيل، والتي بالغالب تعتمد على التدفق البشري من دول شرق أوروبا، أو من إفريقيا والشرق الأوسط، على شكل موجات هجرة.
ويأتي كل ذلك وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، والذي سيفاقم الموجة الوبائية الحالية في أوروبا.