بيروت – (رياليست عربي): تتجه أنظار العالم حالياً نحو لبنان، لا سيما بعد التحذيرات التي أطلقتها قوى سياسية لبنانية لإسرائيل من مغبة الاستمرار في الاعتداء على حقوق لبنان بالغاز والنفط في المياه، ما اعتُبر إشارةً لإمكانية انزلاق المشهد إلى حرب بين الجانبين.
وفي آخر تطورات هذا الملف ، سلّم الرئيس اللبناني ميشال عون، ردا على مقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، فيما يخص النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل.
وفيما لم يصدر أي توضيح عن رد بيروت، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتمع بهوكشتاين، وأبلغه أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء عملية التنقيب عن النفط، من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.
وهذا المقترح من المفترض أن يحفظ حق لبنان كاملاً في حقل “قانا” بالمنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
وبين الطرفين منطقة غنية بالنفط والغاز متنازع عليها تبلغ 860 كلم مربع، بحسب الخرائط المودعة من جانبهما لدى الأمم المتحدة.
ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، فإن عون شدد خلال لقائه مه هوكشتاين، على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، حيث وتمنى عون على هوكشتاين، بحسب البيان العودة سريعاً إلى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي .
وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت اليوم الاثنين الماضي بناء على دعوة من الحكومة اللبنانية بعد اعتراضها على وصول سفينة تديرها شركة إنيرجيان ومقرها لندن، إلى حقل غاز قبالة الساحل في الأسبوع الماضي، لتطوير حقل غاز يعرف باسم كاريش.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إن كاريش يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، بينما يقول لبنان إن الحقل يقع في مياه متنازع عليها وينبغي عدم تطويره قبل أن يختتم البلدان محادثاتهما غير المباشرة لترسيم حدودهما البحرية.
وفشلت تلك المحادثات العام الماضي بعد أن وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود المعروفة باسم “الخط 23” جنوباً إلى “الخط 29” بما في ذلك جزء من حقل كاريش.
وللتغلب على ذلك الوضع اقترح هوكشتاين في حينه مبادلة ميدانية من شأنها إنشاء حدود على شكل حرف إس بدلاً من خط مستقيم، لكن لبنان لم يوافق رسميا على الاقتراح، بحسب مصادر رسمية، فيما يصر لبنان على استئناف المحادثات غير المباشرة، لكنه لم يعلن بعد ما إذا كان سيلتزم بالخط 29 كنقطة انطلاق لتلك المفاوضات، في حين تعتبر الولايات المتحدة أن الخط 29 لن يقود إلى حل.