القاهرة – (رياليست عربي): لم تكن العلاقات المصرية القطرية في السنوات الـ10 الأخيرة مستقرة، حيث كانت عادتها التوتر والمقاطعة حتى وصلت في الوقت الحالي إلى علاقات عادية تكلل بالزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الدوحة اليوم الثلاثاء.
وشهدت العلاقات بين القاهرة والدوحة في السنوات الماضية، العديد من المحطات التي كانت ترمومترا أيضا في العلاقات العربية – العربية والتي نتج عنها في وقت ما، مقاطعة من جانب مصر والسعودية والبحرين والإمارات لدولة قطر، استمرت لمدة 3 سنوات.
وكان أمير قطر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زار مصر في يونيو الماضي بهدف تكريس المصالحة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في استقبال الأمير تميم بمطار القاهرة.
وقطعت مصر علاقاتها مع قطر في يونيو/ حزيران 2017 إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعدما وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وهي العلاقات التي عادت مجدداً من جانب الدول الأربع مع قطر في يناير/ كانون الثاني 2021.
وفي نهاية مارس/ آذار الماضي، أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4,5 مليارات دولار في مصر، كما وقع العملاق القطري “قطر إنرجي” في التوقيت نفسه اتفاقاً مع شركة “إكسون موبيل” يستحوذ بموجبه على 40% من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.
وفي 24 يونيو/ حزيران الماضي، وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى القاهرة مساء الجمعة في أول زيارة يقوم بها لمصر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو/ حزيران 2017.
وأعلنت قطر مؤخراً، عزمها ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في مصر في مشروعات مختلفة، وتعد الاستثمارات القطرية دعماً مرحباً به في مصر التي تعاني أزمة اقتصادية جديدة جراء الحرب في أوكرانيا ما دفع البنك المركزي المصري الى خفض قيمة الجنيه المصري بنسبة تزيد عن 17% والإعلان عن بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد.
وفي نهاية فبراير/ شباط 2015، أكد امير قطر الشيخ تميم خلال زيارة الى واشنطن الخميس رغبته في استقرار مصر، وذلك على الرغم من التوترات بين الدوحة والقاهرة والتي تصاعدت حدتها وقتئذ على خلفية الغارة المصرية على تنظيم “داعش” في ليبيا.
وقبل تصريحات أمير قطر بأسبوع واحد، استدعت الدوحة سفيرها في مصر “للتشاور” اثر خلاف نشب بين البلدين خلال اجتماع للجامعة العربية بسبب الضربة الجوية المصرية التي استهدفت تنظيم “داعش” في ليبيا بعد ذبحه 21 قبطياً مصرياً، وجاء استدعاء السفير القطري على خلفية تصريح أدلى به مندوب مصر لدى الجامعة العربية واتهم فيه الدوحة بـ”دعم الارهاب” وذلك رداً على تحفظ الدوحة على بند في بيان أصدرته الجامعة يؤكد حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الإرهابية.