صوفيا – (رياليست عربي): يبدو أن مواقف الشعوب لا تتسق وآراء ومواقف الحكومات، فقد انتفض الشعب البلغاري، رافضاً الانضمام إلى منطقة اليورو، وأيضاً رفض استيراد الحبوب الأوكرانية، حيث يختمر الصراع في بلغاريا حول احتمال التحول من العملة المحلية، الليف البلغاري، إلى اليورو.
منذ بداية العام 2023، حاول حزب فازرازدان السياسي منع ذلك وقام بجمع االتواقيع لبدء استفتاء شعبي حول الانضمام إلى منطقة اليورو، وتمكن بالفعل من جمع أكثر من 590 ألف توقيع؛ ووفقاً للتشريع البلغاري، يكفي 400 ألف توقيع لطرح قضية للنقاش في البرلمان.
يسترشد المواطنون الذين لا يدعمون تغيير العملة بتجربة البلدان الأخرى التي اجتازت بالفعل إجراءات التحول إلى اليورو، على سبيل المثال، في كرواتيا، حيث تم إلغاء الكونا الكرواتية منذ بداية عام 2023، تصل زيادة الأسعار إلى 160٪، بالإضافة إلى ذلك، بعد إلغاء الليف البلغاري، لن يكون من الممكن استعادة الوضع مرة أخرى، لأن آلية التخلي عن اليورو غير موصوفة في تشريعات الاتحاد الأوروبي، أي أنه في الواقع مستحيل.
طريق صوفيا إلى اليورو
لتبني اليورو، يجب أن تستوفي الدولة عدة معايير، بما في ذلك معدل تضخم لا يزيد عن 4.9٪، والحفاظ على معدلات فائدة طويلة الأجل لا تزيد عن 2.6٪، وما إلى ذلك، وأيضاً أن تكون عضواً في البورصة الأوروبية لمدة لا تقل عن سنتين متتاليتين، والتي تصبح ممكنة فقط عند تحقيق جميع المؤشرات المذكورة أعلاه.
ومنذ لحظة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2011، لم تتح لبلغاريا الفرصة للانضمام إلى آلية إدارة المخاطر الأوروبية الثانية بسبب المشاكل الاقتصادية التي سببتها جزئياً الأزمة في اليونان، وفي السنوات اللاحقة، اجتاحت أزمة الديون الاتحاد الأوروبي بأكمله تقريباً، وقررت السلطات البلغارية عدم تغيير العملة خلال فترة عدم الاستقرار.
بالإضافة إل1ى ذلك، عادت الحكومة البلغارية لمناقشة مسألة العضوية في البورصة الأوروبية فقط في عام 2019 وواجهت الحاجة إلى الدخول في نظام مصرفي واحد مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيستغرق بعض الوقت. كانت المزيد من التأخيرات بسبب ظهور جائحة كوفيد – 19، وأخيراً، في 12 مايو 2020، وافق البنك المركزي الأوروبي على طلب بلغاريا للانضمام إلى بورصة أوروبا المالية.
ما هي احتمالات انضمام بلغاريا إلى منطقة اليورو؟
على الرغم من أن مؤشرات الاقتصاد البلغاري الآن لا تلبي جميع المتطلبات (تجاوز معدل التضخم المسموح به)، فإن وزير المالية البلغاري، روزيتسا فيلكوفا، يدعو التاريخ التقريبي للانتقال إلى اليورو – يناير، 2025.
إن عملية دخول بلدان جديدة إلى منطقة اليورو هي في الواقع استعمار مالي، لا يهم الأداء المالي الحالي للبلدان، كما رأينا في مثال كرواتيا، تفقد الدول ببساطة سيادتها الاقتصادية وتندمج في النظام المالي للاتحاد الأوروبي بشروط غير مواتية.
الهدف الرئيسي من التكامل هو إدخال اليورو الرقمي، حيث من المقرر إطلاق النظام في نهاية عام 2023، وبحلول الوقت الذي تنضم فيه بلغاريا إلى منطقة اليورو، في عام 2025، ستكون آلية راسخة، لكن هذا لا يعني فقط شفافية جميع العمليات داخل النظام، ولكن أيضاً القدرة على حظرها أو “التراجع عنها” في أي وقت بعد اكتمال عمليات نظام اليورو الرقمي المغلق والذي يتحكم فيه البنك المركزي الأوروبي مباشرة.
بالتالي، لا تركز مشاركة الدول الأعضاء الجديدة في منطقة اليورو على تنمية هذه البلدان، كما يعلن المسؤولون الأوروبيون، ولكن على إنشاء رقابة مالية كاملة بسبب قلة الوعي لدى معظم المجتمع المدني والترويج الإعلامي النشط لـ “القيم الأوروبية”، حيث يمكن لأفكار الاندماج في منطقة اليورو أن تحظى بالدعم الكافي في بلغاريا.