القاهرة – (رياليست عربي): ينتظر في قمة المناخ الدولية “كوب 27” التي تجري في مدينة شرم الشيخ المصرية، تجدد المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا، حول أزمة سد النهضة الذي يهدد حصة مصر المائية التاريخية من جانب إثيوبيا، وسط توقعات بإجراء مفاوضات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي يحضر المؤتمر، وتكون مناقشات الذهاب إلى حل منتظر حول “سد النهضة” ذو صبغة دولية في وسط هذا الحضور العالمي رفيع المستوى.
وبحسب مختصون في هذا الملف، هناك آمال بأن يكون اللقاء المنتظر بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء آبي أحمد في شرم الشيخ، يشهد حلاً مناسباً في جولة سابعة بعد 6 جولات على مدار 12 عاماً، ومن بينهم أستاذ الجيولوجيا وموارد المياه بجامعة القاهرة، د. عباس شراقي الذي أوضح أن مفاوضات سد النهضة دخلت عامها الـ12 ، بدءا من زيارة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق إلى أديس أبابا في مايو 2011، وتعرضت خلالها إلى التوقف التام مرات عديدة، ثم تعود بعدها للاستمرار بعد دفع رؤساء دول مصر ، السودان، إثيوبيا لها عقب كل اجتماع سواء فى هامش اجتماعات الاتحاد الإفريقي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتوقفت المفاوضات تماما للمرة الأولى في يناير 2014 عندما علقت لرفض إثيوبيا وجود خبراء دوليين فى المفاوضات بناء على طلب مصر، ثم عادت فى أغسطس 2014 بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب توليه الحكم برئيس وزراء إثيوبيا السابق هايلي ماريام ديسالين، على هامش القمة الأفريقية في مالابو، غينيا الاستوائية فى يوليو 2014، وتم الاتفاق على استئناف المفاوضات.
أما المرة الثانية، كانت في سبتمبر 2015 عند انسحاب المكتب الاستشاري الهولندي “دلتارس” المكلف بتنفيذ دراسات سد النهضة الإثيوبي مع المكتب الفرنسي BRL، لمطالبة إثيوبيا بأن تعطى جميع الصلاحيات وكتابة التقرير النهائي للمكتب الفرنسي فقط دون غيره، على أن يكلف المكتب الهولندي بأعمال من الباطن، وهذا ما لم يقبله وانسحب ورفضت إثيوبيا مواصلة الاجتماعات لاختيار مكتب آخر، بحجة انشغاله بانتخابات داخلية حتى نهاية العام، ولكن مع لقاء الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015 تم الاتفاق على مواصلة الاجتماعات.
المرة الثالثة جاءت عندما فشلت المفاوضات الثلاثية فى القاهرة بعد رفض إثيوبيا والسودان الموافقة على التقرير الاستهلالي بشأن سد النهضة من قبل المكتب الفرنسي وأعلن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بعد استنفاذ كل الطرق الفنية، وضرورة تدخل القيادات السياسية، وبالفعل بعد تعليمات من القيادات السياسية بدأ تدخل وزراء الخارجية والمخابرات فى نوفمبر 2017، أما المرة الرابعة، فكانت عندما تم الإعلان عن فشل المفاوضات الثلاثية في أكتوبر 2019 بالخرطوم، وبعد لقاء الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإثيوبي في نهاية الشهر بمدينة سوتشي الروسية، تناولا التباحث حول ملف سد النهضة، وبعدها عرضت أمريكا رعاية المفاوضات في نوفمبر 2019، وانتهت بالفشل أيضا بتغيب إثيوبيا عن التوقيع فى نهاية فبراير 2020، رغم توقيع مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان التوقيع لتغيب إثيوبيا.
وجاءت المرة الخامسة، بعد طلب مصر تحديد جلسة فى مجلس الأمن فى 29 يونيو 2020، تحايلت إثيوبيا وجنوب أفريقيا لإفشال هذا الاجتماع وطلبوا عقد قمة مصغرة برعاية الاتحاد الإفريقي قبل مجلس الأمن بـ ـ3 أيام في 26 يونيو، وهي قمة افتراضية بسبب كورونا، وخرجت ببعض التوصيات اعتمد عليها مجلس الأمن وطلب الاستمرار تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
المرة السادسة، حدثت عندما عقد اجتماع في وجود وزراء الخارجية والمياه بدول مصر، إثيوبيا، السودان فى أبريل 2021 بـ “كينشاسا” في الكونغو الديمقراطية لإنقاذ المفاوضات وعودتها بعد توقف دام حوالى 10 أشهر، إلا أنها فشلت كمثيلاتها، وبناء على طلب مصر عقد مجلس الأمن جلسة ثانية في يوليو 2021 صدر بعدها بيان رئاسي في سبتمبر 2021 لاستئناف المفاوضات وهذا لم يحدث إلى الآن.