واشنطن (رياليست – عربي): تزداد حدة التوتر بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وشركات صناعة النفط العملاقة في الولايات المتحدة، على خلفية ارتفاع أسعار الوقود وزيادة معدلات التضخم، وتأثير ذلك كله على انتخابات التجديد النصفي أو حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذكرت “بلومبرغ”، السبت، أنه في أواخر شهر أكتوبر الماضي رأى البيت الأبيض أملاً جديداً في الأفق لحل أزمة الطاقة، إذ كانت مخزونات الديزل ووقود التدفئة في شمال شرق الولايات المتحدة منخفضة بشكل مقلق، لكن بدأ المسؤولون في العمل على معالجة الأمر، ونظموا سلسلة من المقابلات بين وزيرة الطاقة جينيفر جرانهولم والعديد من مسؤولي أكبر مصافي النفط في البلاد لمناقشة استراتيجيات زيادة المخزونات.
ونقلت “بلومبرغ” عن أشخاص شاركوا في المحادثات قولهم إن الأمر كان يتم بشكل ودي، “لكن في يوم العمل التالي، أصيبت صناعة النفط بالصدمة، إذ انتقد بايدن، في مؤتمر صحافي في 31 أكتوبر، شركات النفط الكبرى لتقديمها أرباحاً ضخمة للغاية للمساهمين والمديرين التنفيذيين بدلاً من خفض الأسعار للمستهلكين، وحذر من أنه ما لم يتغير ذلك، فإن شركات النفط ستواجه المزيد من الضرائب”.
وحسب عدة مقابلات أجرتها “بلومبرغ” مع المديرين التنفيذيين لشركات النفط وجماعات الضغط المنخرطة في مجال النفط والغاز، والذين رفضوا الكشف عن هويتهم لأن الاجتماعات والمحادثات التي شاركوا فيها كانت سرية، كانت تصريحات بايدن الأخيرة مشابهة لتصريحات أخرى من مسؤولي إدارته، أظهرت عدم الثقة وأذكت التوترات مع أباطرة صناعة الوقود.
وكان فريق بايدن على خلاف مع مسؤولي صناعة النفط منذ الحملة الانتخابية لعام 2020، ومع ارتفاع أسعار الطاقة العالمية هذا العام في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، دعا البيت الأبيض شركات النفط الكبرى للمساعدة، إلا أنه شعر بالإحباط المتزايد بسبب كبحها الإنتاج مع جني أرباح قياسية.
ونقلت “بلومبرغ” عن المتحدث باسم البيت الأبيض عبد الله حسن قوله: “لقد حققت هذه الشركات، شهراً بعد شهر، أرباحاً قياسية استخدمتها لملء جيوب المساهمين بدلاً من زيادة الإنتاج وخفض أسعار الغاز، على الرغم من أننا قدمنا لهم كل الفرص والحوافز لتغيير سلوكهم”.
وأضاف: “في حال لم يعجبهم نهج الجزرة، فقد أوضح الرئيس أنه يمكننا استخدام العصا أيضاً، وسنفعل ما نحتاج إلى القيام به لدعم العائلات الأميركية”.
وتأتي هذه التوترات في لحظة عصيبة للولايات المتحدة وبقية دول العالم، إذ أن استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغاز الطبيعي الروسي كسلاح دفع أوروبا لانتظار شتاء محفوف بالمخاطر، كما لم ترغب منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في تخفيف أزمة سوق النفط، وبدلاً من ذلك، تحدت رغبات الولايات المتحدة، الشهر الماضي، من خلال الاتفاق مع روسيا على خفض الإنتاج، وفق تعبير “بلومبرغ”.