تورونتو – (رياليست عربي). أعلنت شركة Brookfield Asset Management عن إغلاق صندوق استثماري ضخم بقيمة 20 مليار دولار مخصص لمشاريع التحول في مجال الطاقة، في واحدة من أكبر مبادرات التمويل الخاصة من نوعها عالمياً، مع تصاعد الاهتمام الدولي بالطاقة النظيفة وسط الارتفاع الحاد في الطلب على الكهرباء الناتج عن توسع استخدام الذكاء الاصطناعي.
ويحمل الصندوق اسم Brookfield Global Transition Fund II، وقد جذب مساهمات من مستثمرين جدد وقائمين، بينهم 2 مليار دولار من صندوق “ألترّا” Alterra المدعوم من أبوظبي والمُنشأ قبل عامين، و1.5 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية النرويجي التابع لـ Norges Bank Investment Management. ومن المتوقع أن تساهم شركة Brookfield Corporation، الشركة الأم لمدير الأصول، بنحو ربع رأس المال الإجمالي، وفق مصدر مطلع على الصفقة.
وقد تم بالفعل استثمار أكثر من 5 مليارات دولار من الصندوق الجديد في أصول الطاقة المتجددة، من بينها صفقة استحواذ بقيمة 6.6 مليار دولار على الشركة الفرنسية “نيون” (Neoen)، الرائدة في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين البطاريات. وجذبت الصفقة تمويلات إضافية بقيمة 3.5 مليار دولار من شركاء مثل Temasek Holdings في سنغافورة.
كما استحوذت بروكفيلد مطلع العام على أصول شركة National Grid Renewables في الولايات المتحدة وأعادت تسميتها إلى Geronimo Power، إلى جانب ضخ استثمارات جديدة في مشروعها المشترك في الهند Everen لتطوير مشروعات الرياح والطاقة الشمسية بالتعاون مع صندوق Alterra.
ويستهدف الصندوق كذلك التقنيات النظيفة طويلة الأمد مثل الطاقة النووية واحتجاز الكربون وتخزينه. وكان الصندوق السابق لبروكفيلد في مجال التحول الطاقي، الذي جمع 15 مليار دولار، قد شارك في استثمار مشترك مع شركة Cameco الكندية للاستحواذ على مجموعة الطاقة النووية الأميركية Westinghouse.
وقال كونور تِسكي، رئيس Brookfield Asset Management: «الصندوق الثاني يعزز استراتيجيتنا في الاستثمار في التقنيات القادرة على توفير طاقة نظيفة ووفيرة ومنخفضة التكلفة لدعم الاقتصاد العالمي». وأضاف أن الطلب العالمي على الطاقة يتزايد بسرعة بسبب النمو الهائل في الذكاء الاصطناعي وتوسع كهربة الصناعات والنقل، مؤكداً أن العالم يحتاج إلى «نهج شامل للاستثمار في الطاقة يواصل التركيز على المصادر منخفضة الكربون».
ويأتي إطلاق الصندوق في ظل الارتفاع السريع في استهلاك الطاقة العالمي نتيجة بناء مراكز البيانات العملاقة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحول نحو المركبات الكهربائية والتصنيع الكهربائي، ما أدى إلى ضغوط متزايدة على شبكات الطاقة ودفع نحو موجة جديدة من الاستثمارات في توليد الكهرباء ونقلها وتخزينها حول العالم.
وتتخذ بروكفيلد بهذا التحرك موقعاً مغايراً لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف مؤخراً الطاقة المتجددة بأنها «مزحة» و«احتيال أخضر» خلال خطابه في الأمم المتحدة. لكن بالنسبة للمستثمرين، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي حولت الطاقة النظيفة من هدف مناخي إلى ضرورة اقتصادية — وبروكفيلد تسعى لأن تكون في قلب هذا التحول العالمي.






