موسكو – (رياليست عربي): وصلت واردات الأسمدة من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى الحد الأقصى، وعلى الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو في مجالات مختلفة، تواصل بروكسل بنشاط شراء المنتجات الروسية، لكن تشكو بعض البلدان من الصداقة البيئية للمواد الخام، ولكن حتى هذا لا يمنع أحدا.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلاً عن كلام أحد أكبر منتجي الأسمدة للمحاصيل الزراعية، المدير التنفيذي لشركة “يارا إنترناشيونال”، سفين توري هولسيتر، أن “أوروبا أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الأسمدة الروسية، كما حدث سابقا مع الغاز”.
كما نشر مركز الإحصاء الأوروبي – يوروستات بيانات تفيد بأن الاتحاد الأوروبي استورد في يونيو من العام الماضي ضعف كمية الأسمدة من الاتحاد الروسي عما كان عليه في عام 2022، وهكذا، بلغت واردات الأسمدة الروسية مستويات قياسية، إذ تشكل ثلث إجمالي الواردات.
يتطلب نمو النبات استخدام الأسمدة النيتروجينية – الأمونيا واليوريا، والتي يتم إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي، لذلك، كما ورد في الصحيفة، “أصبحت الأسمدة هي الغاز الجديد”.
ومن جانبها، مددت السلطات الروسية حصة تصدير الأسمدة المعدنية البالغة 19.7 مليون طن من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر 2024، وتهدف هذه التدابير إلى الحفاظ على كميات كافية من الأسمدة في السوق المحلية.
وفي المجمل، اشترى الاتحاد الأوروبي 521.3 ألف طن من الأسمدة الروسية بقيمة 167 مليون يورو في فبراير من هذا العام، وهو ما يزيد بنسبة 16% عن شهر يناير. هذا العام، زادت بلجيكا بشكل خاص حجم مبيعاتها، حيث زادت الواردات خمس مرات تقريبًا، ورومانيا وبلغاريا – أكثر من الضعف، وألمانيا – 1.8 مرة.
وهكذا، تحتفظ روسيا بالمركز الأول في واردات الأسمدة النيتروجينية إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل 24٪ من الحجم الإجمالي، ومن الموردين الرئيسيين الآخرين للاتحاد الأوروبي الجزائر ومصر والولايات المتحدة.
بالنسبة للغرب، إن الاتحاد الأوروبي غير راضٍ عن الوضع الحالي، معتقداً أنه إذا كان هناك اعتماد على الطاقة في السابق على الاتحاد الروسي، فقد أصبح الآن نفس الاعتماد على الأسمدة، بالإضافة إلى ذلك، أثيرت أيضاً مخاوف بيئية بشأن البصمة الكربونية للأسمدة الروسية.
وحتى الآن لم يتم فرض أي عقوبات على توريد الأسمدة الروسية. ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق بالفعل بشأن هذه القضية.