واشنطن – (رياليست عربي): يظهر الاقتصاد الصيني علامات الانتعاش، حيث أعلنت المصانع عن نمو الإنتاج للمرة الأولى منذ الربيع، ومن المتوقع أن تزدهر السياحة قبل عطلة العيد الوطني، ومع ذلك، يحذر الخبراء من أنه من السابق لأوانه الحديث عن تغييرات كبيرة في الاقتصاد، مشيرين إلى المشاكل المستمرة في سوق العقارات، خاصة مع المطورين المتعثرين مثل إيفر غراند، طبقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال“.
ويخضع رئيس مجلس إدارة شركة إيفر غراند للتحقيق بتهم جنائية محتملة وتواجه الشركة ديوناً بعشرات المليارات من الدولارات، مما يلقي بظلاله على قطاع العقارات، فقد انخفضت مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 29% في سبتمبر/ أيلول الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي (2022)، لكن المبيعات الشهرية كانت أعلى بنسبة 18% عما كانت عليه في أغسطس/ آب الماضي، مما يسلط الضوء على التقلبات وعدم اليقين في سوق العقارات.
وتشمل المشاكل الأخرى انخفاض الصادرات، والعلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى، وديون الحكومات المحلية الضخمة.
ويعتقد الاقتصاديون أن بكين سيتعين عليها تكثيف إجراءات التحفيز الاقتصادي لدعم انتعاش أكثر قوة، بالإضافة إلى ذلك، تظهر البيانات بعض الاتجاهات الإيجابية، مثل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي وانخفاض البطالة في المناطق الحضرية، مما يشير إلى توقعات اقتصادية أكثر إشراقاً للنصف الثاني من عام 2023.
وعلى الرغم من إجراءات التحفيز الأصغر التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوق الإسكان، يقول الاقتصاديون إن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات المباشرة مثل الإعفاءات الضريبية أو قسائم المستهلك.
بالتالي، تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى تحويل نموذج نموها الاقتصادي من الاستثمار العقاري إلى التصنيع المتقدم والنمو عالي الجودة، وهو ما قد يكون بمثابة تحول مؤلم، وخفض بنك HSBC توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين، مؤكداً أن التحول الاقتصادي سيكون صعباً ولكنه من المحتمل أن يكون مجزياً على المدى الطويل.