الرباط – (رياليست عربي): تضع دول شمال افريقيا وعلى رأسهم تونس، الجزائر، المغرب، توليد الطاقة من الشمس، نصب الأعين ليكون ذلك أملا في مصير اقتراب نضوب مصادر الطاقة الأحفورية في البحر وتحت الأرض، لاسيما أن ألواح الطاقة الشمسية يعتبر تدارك التأخر في استغلال هذا المصدر الطبيعي للطاقة المتوفر على مدار العام تقريبا في دول شمال القارة السمراء.
ويعد مناخ دول المنطقة معتدل إلى حار بينما تقدر ساعات سطوع الشمس بالآلاف على مدى العام بأكمله، وهو ما يعزز إمكانية أن تصبح المنطقة عملاقا لإنتاج الطاقة الشمسية البديلة ويكون بمقدورها تلبية احتياجاتها الخاصة بل وحتى التصدير إلى أوروبا.
وبحسب خبراء، يعتبر المغرب هو البلد الوحيد الرائد في هذا المجال مقارنة بالجزائر وتونس، حيث اتخذت المملكة منذ العام 2009 خطوات استثمارية هامة في مجال الطاقة المتجددة وحددت هدفا لتشكل الطاقة النظيفة 52% من مجموع أنواع الطاقة لديها بحلول العام 2030، وفي الوقت الحالي، يأتي خمس إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وذلك عبر 111 مشروعا تم انجازه او بصدد التطوير في مجال الطاقات المتجددة.
تمتلك المغرب أحد أعلى معدلات الإشعاع في العالم فتعرض أغلب البلد لأكثر من 3,000 ساعة في السنة وقد تصل إلى 3,600 ساعة في الصحراء، وحديثا قامت المغرب ببناء محطة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بتكلفة وصلت لحوالي 9 مليار دولار.
وأحد البرامج الرئيسية التي تم إحداثها في المغرب هو مشروع “إكس-لينك”، بطاقة توليد تتجاوز 10 جيجاوات والذي يعتمد على الشمس والرياح، حيث يصدر المشروع الطاقة إلى بريطانيا عبر كبلات في البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي تمتد على 3800 كم، ويهدف لتزويد 7 ملايين أسرة بالطاقة بحلول العام 2030.
أما الجزائر التي تدرك تماما أن مواردها من الغاز ستنضب يوما ما، حددت لنفسها أيضا هدفا طموحا لإنتاج 15000 ميجاوات من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل الجزء الأول من مشروع ضخم بقدرة 1 جيجاوات نهاية العام 2023 أو مطلع 2024، لكن الجزائر لا تنتج حاليا غير كميات محدودة لا تتجاوز 3% من الكهرباء من الطاقة الشمسية.