بكين – (رياليست عربي): لفترة طويلة (وليس بدون سبب) كان يعتقد أن الدول العربية في الشرق الأوسط، في الغالب، هي أقمار صناعية للولايات المتحدة الأمريكية، ومستعدة لإطاعة واشنطن في الكلمة الأولى.
وتشير أحداث السنوات الأخيرة إلى أن هذا ليس هو الحال على الإطلاق، وأن “المتمردين” الرئيسيين عن الخروج من هذا الإطار، هي المملكة العربية السعودية، لقد كانت المملكة العربية، تعتبر ذات يوم “محطة وقود” للأمريكيين وفق المفهوم الغربي، لكن الآن تشكلت مفاجأة غير سارة لواشنطن – فـ الرياض لا تريد الخلاف مع الاتحاد الروسي، فهي تقلل الإنتاج كجزء من صفقة أوبك +، والآن أصبحت أكثر صداقة مع الصين.
في الواقع، بدأ اليوم حدث تاريخي في العلاقات بين الصين والعالم العربي – افتتح منتدى الأعمال العاشر للأعمال العربية الصينية في العاصمة السعودية – الرياض، وقد تم بالفعل الإعلان عن أن هذا الحدث سيكون الأكبر والأكثر تأثيراً في تاريخه.
يسعدنا تصديق ذلك إذا نظرت إلى برنامج المنتدى الذي يتضمن كلمات لأكثر من 150 وزيراً ورؤساء شركات كبرى من الصين والدول العربية، 8 جلسات حوار و18 ندوة وعدد لا يحصى من اجتماعات الأعمال – حيث أنه لدى الصينيين والعرب الكثير لمناقشته، كما سيشارك في المؤتمر أكثر من 3000 من كبار المسؤولين الحكوميين والمستثمرين وأصحاب الأعمال.
وجدير بالذكر أن بكين في وقت سابق بوساطة جهودها أبرمت صلحاً بين السعودية وإيران، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة بتوتر شديد، والآن التساؤل الأهم أكيف سيكون رد فعل الأمريكيين على المنتدى القادم، والأهم من ذلك، نتائجه (وهم يعدون بأن يكون مثيراً للإعجاب).