بكين – (رياليست عربي). أظهرت بيانات الجمارك الصينية، الاثنين، أن الصادرات ارتفعت في سبتمبر بنسبة 8.3% على أساس سنوي بالدولار الأميركي — وهو أسرع معدل نمو في ستة أشهر — فيما قفزت الواردات بنسبة 7.4%، لتسجل أقوى زيادة منذ أبريل 2024، متجاوزةً توقعات المحللين التي كانت عند 1.5%.
وأشار التقرير إلى أن أداء التجارة الصينية جاء أفضل من التوقعات رغم تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن، التي تبادلت في الأسابيع الأخيرة التهديدات بفرض رسوم وضوابط تجارية جديدة، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
تهديدات بالتعرفة ورسوم على الموانئ
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الصادرات الصينية، إلى جانب قيود على تصدير البرمجيات الحيوية، متهماً بكين بـ«ممارسات تجارية غير عادلة».
وردت الصين بتوسيع قيودها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وأدرجت شركة الاستشارات الأميركية في مجال الرقائق TechInsights ضمن قائمتها لـ«الكيانات غير الموثوقة».
كما أعلنت الدولتان فرض رسوم متبادلة على السفن التجارية القادمة إلى موانئهما اعتباراً من 14 أكتوبر، بقيمة 400 يوان (56 دولاراً) للطن الواحد على الجانبين.
وبينما لا تمثل الولايات المتحدة سوى 0.1% من الإنتاج العالمي لبناء السفن، تهيمن الصين على القطاع بحصة تصل إلى 53.3%، وفق بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).
بكين تدعو إلى الحوار وتحذر من العواقب
ودعا المتحدث باسم الجمارك الصينية ليو داليانغ واشنطن إلى «العودة إلى الحوار والتفاوض»، محذراً من أن الرسوم الجديدة «ستضر بالتجارة العالمية وتزيد من اضطراب الاقتصاد الدولي».
وقال ليو: «الرسوم التي فرضتها عدة دول هذا العام أضرت بالشركات وأثرت سلباً على النمو العالمي. الصين تظل ملتزمة بالتجارة المتعددة الأطراف والتعاون المنفتح».
تحديات في الأفق
وقد تأثرت بالفعل تدفقات التجارة الزراعية بين البلدين، إذ لم تستأنف الصين بعد شراء فول الصويا الأميركي، ما أضعف الآمال في إبرام اتفاق تجاري جديد. وأعلن ترامب أنه سيناقش المسألة مباشرة مع الرئيس شي جين بينغ خلال اجتماعهما المرتقب هذا الشهر.
من جهتها، حضّت وزارة التجارة الصينية واشنطن على «التراجع عن تهديداتها»، ملوّحة بأنها «ستتخذ إجراءات مماثلة» إذا واصلت الولايات المتحدة التصعيد.
وقال نائب وزير الجمارك وانغ جون إن استقرار التجارة في الربع الأخير من عام 2025 سيكون صعباً بسبب «تعقيدات البيئة الدولية وارتفاع قاعدة المقارنة السنوية».
ورغم تلك التحديات، تشير بيانات سبتمبر إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم لا يزال يُظهر مرونة قوية — غير أن اتساع الخلاف التجاري مع واشنطن قد يكون الاختبار الأصعب لصمود الصين خلال الأشهر المقبلة.






