موسكو – (رياليست عربي): خلال عامين، افتتح الروس أكثر من 11 ألف فرع لشركاتهم في الدول الصديقة الأكثر شعبية بين رواد الأعمال – صربيا والإمارات العربية المتحدة وقيرغيزستان وأرمينيا، وتوصلت شركة فينيون إلى هذه الاستنتاجات بعد تحليل البيانات من الخدمات الإحصائية لهذه الدول، وتجتذب هذه الولايات القضائية الشركات بحوافز ضريبية، ووجود واسع النطاق للروس، وفرصة لزيادة الصادرات وتوسيع الأعمال التجارية.
منذ عام 2022، افتتحت الشركات الروسية أكثر من 11 ألف مكتب تمثيلي في أربع دول، الأكثر شعبية لهذه الأغراض: في صربيا – 9000 فرع، في الإمارات العربية المتحدة – حوالي 1600، في أرمينيا – 800، في قيرغيزستان – 450، والأعمال التجارية الروسية في البلدان الصديقة تسير بشكل جيد، على الرغم من ظهور صعوبات من وقت لآخر، تتعلق في المقام الأول بسياسات البنوك والتسويات المتبادلة، وقال فياتشيسلاف كارتاميشيف، مدير شركة فينيون، إن القطاعات الرئيسية للاقتصاد التي تعمل فيها الشركات الروسية التي تفتح فروعًا هي قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والخدمات.
تقول الدراسة إنه في عامي 2023 و2022، ظهر 800 فرع للشركات الروسية في الإمارات، تنجذب الأعمال الروسية في الإمارات ليس فقط من خلال فرصة ترتيب توريد السلع، ولكن أيضاً من خلال الوجود الواسع للروس في هذا البلد، الذين يشكلون بالفعل جمهوراً كبيراً لقطاع الخدمات، كما هو موضح هناك، يوضح الخبراء أن أصحاب صالونات التجميل والمقاهي والمطاعم يأتون إلى الإمارات.
وقد ارتبط وصول الأعمال إلى الإمارات العربية المتحدة بإغلاق الحسابات في منطقة اليورو للشركات التي يملكها مالكون من روسيا، حيث أدى ذلك إلى تدفق المليارات إلى النظام المصرفي للمملكة، وزيادة حجم التجارة بين الاتحاد الروسي والإمارات العربية المتحدة أربعة أضعاف، وكان له تأثير إيجابي على النمو الكبير للناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
كما أن العديد من الشركات الروسية كانت تخطط لتطوير الإنتاج في الإمارات العربية المتحدة من أجل دخول الأسواق الدولية، ولكن بسبب سياسة البنوك المتمثلة في إغلاق الحسابات وتعقيد التسويات، يفكر الكثيرون الآن في مواقع أكثر هدوءاً لممارسة الأعمال التجارية.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة تقليدياً جاذبة للأعمال من الناحية الضريبية: حتى يونيو 2023، لم تكن الدولة لديها ضريبة دخل اتحادية للشركات، والآن تبلغ 9٪، ومعدل ضريبة القيمة المضافة هو 5٪.
وتشير الدراسة إلى أنه في صربيا، في الفترة 2022-2023، سجل المواطنون الروس حوالي 9 آلاف مؤسسة جديدة. وتشمل هذه رياض الأطفال والمتاجر عبر الإنترنت ومرافق التصنيع والشركات العقارية ومساحات العمل المشتركة، بالإضافة إلى الاستشارات القانونية والاستشارات التجارية، حيث تم افتتاح الشركات من قبل الروس، بما في ذلك في إطار برنامج “تصريح الإقامة لبدء عمل تجاري، ويقدر عددهم بـ 600 مكتب جديد في عام 2023.
وتتميز الدولة بموقعها المناسب ومناخها الجيد وانخفاض تكلفة المعيشة مقارنة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن صربيا تحولت إلى منصة جيدة لتلك الشركات التي لديها عقود بالفعل أو كانت تخطط لدخول السوق الأوروبية، ولكن في ظل ظروف العقوبات المناهضة لروسيا، كان من الضروري الحفاظ عليها.
وتأتي الأعمال أيضًا إلى قيرغيزستان، حيث يتم تطوير إنتاج المنسوجات، وأوضحت الدراسة أن العديد من الشركات من الاتحاد الروسي فتحت مكاتبها هناك لتسريع استلام البضائع، أما البقية فيطلقون مكاتب تمثيلية لتبسيط الخدمات اللوجستية في توريد المنتجات من بلدان ثالثة. ويقدر الخبراء العدد الإجمالي للفروع المفتوحة بـ 450 فرعا.
وجدير بالذكر أن قيرغيزستان وأرمينيا عضوان في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مما يعني تبسيط الإجراءات الجمركية وتسجيل الأعمال التجارية، كما أنها لا تشارك أيضاً في التبادل التلقائي للمعلومات المالية للأغراض الضريبية بموجب معيار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (CRS)، مما يجعلها جذابة لتحسين التحصيل.
وبشكل عام، بالنسبة للاقتصاد، كلما دخلت الشركات الروسية إلى أسواق جديدة، كلما كان ذلك أفضل، خاصة وأن حجم المبيعات وحجم التجارة آخذ في الازدياد، والاتصالات التجارية الدولية آخذة في التوسع، هذا هو تدفق العملة إلى البلاد.
في الوقت نفسه، تظل الشركات مقيمة في روسيا، وبالتالي تنمو إيرادات الميزانية أيضاً، بالإضافة إلى ذلك، يتم أيضاً تحسين مؤهلات المتخصصين من خلال فهم الأسواق الجديدة وخصائص العمل في بعض البلدان وعقليتها وتشريعاتها، بالإضافة إلى ذلك، وفي ظل العقوبات، تعد هذه تجربة ضخمة في بناء الجسور بين الدول.