باريس – (رياليست عربي): تشعر فرنسا بالقلق إزاء التقارب المزعوم بين إيران والنيجر، ولا سيما التقارير حول إمكانية حصول طهران على اليورانيوم في الدولة الإفريقية، وفي الغرب، يشتبه في أن السلطات الإيرانية تسعى لشراء 300 طن من اليورانيوم المركز من النيجيريين مقابل الأسلحة.
وأفاد موقع “أفريكا إنتيليغنس” الإلكتروني، نقلاً عن مصادر، أن “واشنطن تراقب مفاوضات طهران مع نيامي بشأن 300 طن من اليورانيوم”، وذكرت الصحيفة أن “الملحمة المذهلة تراقب عن كثب من قبل إدارة جوزيف بايدن، والوضع يضع شركة الوقود النووي الفرنسية أورانو في موقف حساس” .
ويشير المنشور إلى أن الجانب الإيراني يسعى للحصول على نحو 300 طن من مركز اليورانيوم من مخزون بالقرب من مدينة أرليت، ويمكن استخدامه لصنع الوقود النووي.
ويذكر أيضاً أن طهران وعدت بدورها بتزويدها بصواريخ أرض جو وطائرات مقاتلة بدون طيار، ويقدر حجم العقد بمبلغ 56 مليون دولار.
من جانبها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المفاوضات بين النيجر وإيران “وصلت إلى مرحلة متقدمة” وأن الطرفين وقعا على اتفاق مبدئي، نقلاً عن مصادر تعود إلى ربيع هذا العام.
وترى الصحيفة أن قرار النيجر بخرق الاتفاق العسكري مع واشنطن قد يكون بسبب اتهام واشنطن للمجلس الوطني لإنقاذ الوطن، الذي يتولى السلطة في النيجر، بتطوير صفقة لتزويد إيران سراً، مع إمكانية الوصول إلى موارد اليورانيوم.
وأفادت تقارير بأن وفداً أميركياً وصل في مارس الماضي، ضم مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في ورئيس القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال مايكل لانغلي، أبدى قلقه بشأن التعاون بين نيامي وطهران بشأن استخدام اليورانيوم.
وقد حاولت واشنطن، على عكس باريس، منذ فترة طويلة بناء علاقات مع السلطات النيجيرية الجديدة، وأبدت مرونة، ولكن بعد ذلك حدث خلاف بين الطرفين، والسبب في ذلك هو أن الولايات المتحدة حاولت فرض مطالبها على النيجر.
وبينما أكد مصدران آخران في وقت لاحق أن الاتفاق بين إيران والنيجر لم يتم الانتهاء منه بعد، أشارت الدول الغربية إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن إيران قد تتمكن من الوصول إلى بعض احتياطيات اليورانيوم في النيجر نتيجة للاتفاقات.
وأعربت طهران في البداية عن استعدادها للتعاون مع الجيش الذي وصل إلى السلطة في النيجر، وكما أوضح ممثلو السلطات الإيرانية حينها، فإن هذا الأمر يتعلق على وجه الخصوص بالمجال الاقتصادي، وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ذلك الوقت: “إن مقاومة شعب النيجر لسياسات الهيمنة الأوروبية هي دليل على رفض أفريقيا للاستعمار”، واستقبلت طهران على الفور بكاري ياو سانغاري، الذي عينه الجيش رئيساً لوزارة خارجية النيجر.
كما أفيد أن إيران مستعدة لمساعدة النيجر في إنتاج الكهرباء (تقنيات ومعدات الكهرباء)، وكان الحديث يدور حول إنشاء محطات جديدة للطاقة الكهرومائية على نهر النيجر.
وفي بداية العام الجاري، ظهرت تقارير تفيد بأن ممثلي طهران أعلنوا استعدادهم لمشاركة تجربتهم في التحايل على العقوبات مع السلطات النيجيرية الجديدة، في البداية، بعد الانقلاب في نهاية يوليو 2023، تم تهديد النيجر بإجراءات تقييدية، ولكن تم تخفيف العقوبات جزئياً لاحقاً.
بالتالي، إن مثل هذه التقارير عن التعاون النشط بين إيران والنيجر لا يمكن إلا أن تثير قلق باريس، وفي نهاية عام 2023، سحبت فرنسا بقايا قواتها العسكرية من النيجر، في الآونة الأخيرة، أصبحت المزيد من دول القارة المظلمة تبتعد عن باريس – من بينها مالي وبوركينا فاسو، الدول غير راضية عن عدم وجود حوار متكافئ والجهود التي تبذلها فرنسا لضمان أمنها، بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يتم تقليص تشكيلة المنتخب في الجابون والسنغال وكوت ديفوار.
ولا تزال شركة أورانو، وهي أكبر شركة نووية في فرنسا، تمارس عمليات محدودة في النيجر، على الرغم من الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في عام 2023، ومع ذلك، من الصعب تحديد كيف ستتطور العلاقات بين باريس ونيامي في المستقبل.