الدوحة – (رياليست عربي): واستطرد الأمير تميم في حوار له مع مجلة لقد جازفنا واستثمرنا في قطاع الغاز منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وعلمنا بأنه مصدر للطاقة سيكتسب أهمية كبيرة في المستقبل، وكررنا الأمر ذاته قبل بضعة أعوام من خلال زيادة إنتاجنا من الغاز الطبيعي المسال، رغم أن التوجه العالمي آنذاك كان يميل نحو التخلص من هذه المصادر والتركيز على مصادر الطاقة التي تعتبر “نظيفة”، مثل الطاقة الشمسية والهوائية، لكنني أؤكد لكم أن الغاز هو أيضاً من مصادر الطاقة النظيفة، وهو مهم جدا للفترة الانتقالية المقبلة، فالحرب في أوروبا تعقد الأمور بشكل غير مسبوق، لكن المشكلة كانت موجودة مسبقاً، وبالنسبة لدولة قطر.
نحن نصدر الطاقة للدول الآسيوية بشكل أساسي والدول الأوروبية أيضاً بناء على اتفاقيات طويلة الأمد بالإضافة إلى الاتفاقيات الفورية، نريد أن نساعد الدول الأوروبية وسنزودهم بالغاز في السنوات المقبلة، لكن مخطئ من يعتقد أن بإمكاننا تعويض الغاز الروسي، وذلك لأنه مصدر مهم للسوق العالمي.
سيلعب الغاز دوراً بالغ الأهمية في الفترة الانتقالية وفي تنويع مصادر الطاقة على المدى الطويل، كما أنه مصدر للطاقة النظيفة، فقد استثمرنا على سبيل المثال أموالاً طائلة في التكنولوجيا التي تسهم في احتجاز الكربون والحد من الاحتراق، وعلينا ألا ننسى بأننا نتحدث عن مشاكلنا، بينما هناك مليار شخص في العالم اليوم لا يحصلون على الكهرباء.
وفيما يتعلق بفرض عقوبات على روسيا إثر العملية العسكرية لحماية «دونباس» أكد أمير قطر أنه يتعين علينا أن نتعامل بحذر مع العقوبات التي تعقد الأمور للعالم أجمع، في هذه الحالة بالتحديد، لا يسعني أن أقيم صوابية القرار الأوروبي من عدمها، لكننا نرى جميعا المشاكل التي تسبب بها نقص إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية اليوم، الأمر الأهم هو أننا جميعا نعاني من الوضع الراهن، سواء على مستوى الطاقة أو على المستوى الغذائي، ولهذا السبب، فلا بد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا بد لنا من التوصل إلى حل.
وفى سياق رده عن سؤال حول تعرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لانتقادات في الغرب نتيجة استعداده للتحدث مع الجانبين -الروسي والأوكراني- قال الشيخ تميم بن حمد: نحن على تواصل مستمر مع الرئيس ماكرون، وأعلم أنه يسعى لإنهاء الحرب، وعلى شخص ما التحدث مع كلا الجانبين لجمعهما معاً، ويتعين علينا أن ندفع باتجاه الحوار، الرئيس ماكرون محق في مسعاه، ويمكن قول الأمر ذاته عن تركيا التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين البلدين.
وتطرق أمير قطر للتنافس الدولي بين أميركا والصين، بقوله: لا نريد أن نرى العالم منقسماً بين قوتين عظميين لأن ذلك سيشكل خطراً كبيراً، لكنني لا أعتقد أنه توجد حرب باردة جديدة تحدث في الوقت الحالي، رغم أمنيتي عدم وقوعها فدولة قطر حليف مهم للولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الأول للغاز الطبيعي المسال القطري، ولا يمكن أن نتجاهل التباينات الكبيرة بين الدولتين، لكننا نأمل أن يتم حل التوترات بالطرق الدبلوماسية والسلمية، فعالمنا يشهد اليوم انقسامات كثيرة، وآخر ما نريده هو رؤية انقسامات جديدة.