برلين – (رياليست عربي): أصبحت ألمانيا واحدة من أشد المعارضين لخطط مصادرة الأصول الروسية لإعادة بناء أوكرانيا وتقديم الدعم العسكري لها، خشية أن تشكل هذه الخطوة سابقة وتثير مطالب جديدة بتعويضات عن جرائم الحرب العالمية الثانية، طبقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال“.
وكما هو مذكور في الصحيفة، فقد استؤنفت مؤخراً الدعوات الموجهة إلى ألمانيا لدفع التعويضات، وبالتالي، تطالب وارسو بتعويضات من برلين بمبلغ 1.3 تريليون دولار اعتبارًا من عام 2022، وأثينا – أكثر من 300 مليار دولار اعتباراً من عام 2019.
في هذا الصدد، يقول المسؤولون الألمان إن المستشار الألماني أولاف شولتز لا يريد المخاطرة، بالإضافة إلى ذلك، تريد برلين حماية شركاتها الـ 272 التي تواصل العمل في روسيا من الانتقام.
بالإضافة إلى ذلك، شددت الصحيفة على أن باريس وروما والبنك المركزي الأوروبي مترددون أيضاً، خوفاً من أن تؤدي مصادرة الأصول الروسية إلى تقويض الثقة الدولية في اليورو وأصول العملة الموحدة، وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن فرص إحراز المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تقدماً في هذه المبادرة دون دعم أوروبي واسع النطاق ضئيلة.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد وحدة بين دول مجموعة السبع، لأن اليابان، التي تواجه مطالبات تعويضات من كوريا الجنوبية ودول مجاورة أخرى، تعارض هذه الخطوة، كما تقول الصحيفة.
وجدير بالذكر أنه أصبح من المعروف أن دول مجموعة السبع تخطط للإبقاء على أصول الاتحاد الروسي مجمدة حتى تحصل من القيادة الروسية على مدفوعات لأوكرانيا عن الأضرار التي لحقت بها خلال الصراع وفي الوقت نفسه، أشار بيان صادر عن رؤساء وزارات المالية والبنوك المركزية لمجموعة السبع عقب الاجتماع في واشنطن، إلى أن دراسة سبل استخدام الأصول الروسية لدعم كييف مستمرة.
وفي 20 أبريل/نيسان، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون بشأن مصادرة الأصول الروسية لصالح أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل إنه غير مستعد للحديث عن خطوات محددة قادمة بشأن هذه القضية.
وفي 22 أبريل، أشار رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين أيضاً إلى أن الولايات المتحدة سمحت بمصادرة الأصول الروسية من أجل استفزاز الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة مماثلة، ورأى أن تنفيذ هذا الإجراء سيدمر اقتصاد الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ذلك، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إلى أن الاتحاد الروسي يدرس خيار خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا اتخذت واشنطن إجراءات عملية لمصادرة أصولها.
وأكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، في 28 أبريل/نيسان، أن مصادرة الأصول الروسية في الغرب ستكون بمثابة مسمار قوي في نعش النظام الاقتصادي الغربي في المستقبل، وأكد أيضاً أنه في حالة الاستيلاء على الأصول الروسية، فإن روسيا ستدافع عن مصالحها، بما في ذلك أمام المحاكم الدولية.
وشددت الدول الغربية ضغوط العقوبات على روسيا فيما يتعلق بالعملية الخاصة لحماية دونباس أُعلن عن بدايتها في 24 فبراير 2022 بعد تدهور الوضع في المنطقة، وسرعان ما وافق الاتحاد الأوروبي على قرار بتجميد أصول البنك المركزي للاتحاد الروسي.