موسكو – (رياليست عربي): بدأت أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي، وستضرب الغرب أكثر من تلك التي حدثت في عام 2008، لكن روسيا والدول النامية لن تؤثر بها.
إن سبب الأزمة الوشيكة سيكون انعدام الثقة بين الدول بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا والصين وإيران وسوريا. لذلك، بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ستتطور بطريقة مختلفة تماماً، لأنهما لن يكونا قادرين على الاستفادة من ارتفاع قيمة عملتهما والبدء في شراء الأصول الملموسة و”العقول” في الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، إن “الاحتفاظ بالتضخم (في الغرب) من المستحيل تماماً في ظل الظروف الحالية، من خلال رفع المعدلات، على عكس ما هو مكتوب في الكتب الليبرالية الغربية حول الاقتصاد الكلي”.
في الوقت نفسه، ستؤثر الأزمة الجديدة تماماً على جميع قطاعات الاقتصاد الغربي، وسوف ينخفض مستوى المعيشة والقوة الشرائية للسكان، لن يتمكن ما يسمى بالمليار الذهبي (الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي واليابان) من الاستهلاك بالكميات المعتادة.
إضافة إلى ذلك، أضاع الاقتصاد الغربي فرصة الإقراض الرخيص بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، كما أن عدد الراغبين في الإقراض سينخفض أيضاً بشكل كبير، لأن الأفراد والشركات من روسيا، ومن الصين، ومن الهند، سيفكرون 100 مرة قبل الانخراط في البنية التحتية المالية الغربية.
أيضاً، سيخرج العالم من أزمة مجزأة، دون دور قيادي للولايات المتحدة وأقمارها الصناعية، حيث سيتم تشكيل الكثير من الأقطاب الاقتصادية في ما يسمى بالدول النامية، والتي ستكون أكثر استقلالية، وفي الوقت نفسه، لدى الغرب فرصة للبقاء مركزاً اقتصادياً، لكنه واحد وليس مركزاً رئيسياً.
وجدير بالذكر أنه في أوائل عام 2023، شككت الأسواق الأمريكية والأوروبية في أن العالم سيعاني مرة أخرى من أزمة اقتصادية، لكن التقديرات تغيرت بسبب سقوط البنوك الأمريكية والأوروبية في أوائل مارس.
وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن ضعف الاقتصاد العالمي يتزايد بسبب محاولات البنوك المركزية لاحتواء التضخم المرتفع، مما يهدد عدم الاستقرار المالي والتباطؤ الاقتصادي.