موسكو – (رياليست عربي): بعد أن عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعاً حول الوضع في المقاطعات الروسية الحدودية مع أوكرانيا، بحضور القادة الإقليميين من العسكريين والأمنيين، وأوعز لهم بضرورة دعم السكان المحليين، وضرورة البدء بعمليات طرد العدو الأوكراني من أراضي مقاطعة كورسك:
- تؤكد المعلومات أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعطى الضوء الأخضر لبدء الجيش الروسي بتوجيه ضربات صاروخية ضدَّ الأهداف العسكرية لقوات نظام كييف، وهو الأمر الذي بدأت القوات الروسية بتنفيذه اعتباراً من صباح اليوم الإثنين 26 أغسطس 2024، حيث وقعت انفجارات متكررة في جميع أنحاء أوكرانيا نتيجة الضربات الصاروخية المكثفة التي شنها الجيش الروسي ضدَّ عددٍ من المواقع العسكرية ومرافق للطاقة والصناعات الدفاعية الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه في معظم مناطق أوكرانيا.
- وقد أكدت وسائل الإعلام الروسية وكذلك الأوكرانية المعادية لروسيا الإتحادية حتى، أن الإنفجارات قد ضربت العاصمة الأوكرانية كييف، ومعها مدن (كريمنتشوك) و (ميرغورود) في مقاطعة (بولتافا)، و(كريفوي روغ) و (دنيبروبيتروفسك) و (كروبيفنيتسكي) في مقاطعة كيروفوغراد (وسط أوكرانيا)، كما سمع دوي الإنفجارات في مقاطعة فينيتسا (وسط أوكرانيا) ومدينتي (زابوروجيه) و (أوديسا) الساحلية (جنوب أوكرانيا) ومقاطعات (خمينيتسكي) و(أفانو فرانكوفسك) و(لوتسك) و(لفوف) غرب أوكرانيا.
- وقد أكد عمدة مدينة خاركوف في (شمال أوكرانيا) وقوع سلسلة انفجارات في المدينة الحدودية المحاذية لروسيا الإتحادية، حيث أكدت التقارير الواردة من الداخل الأوكراني انقطاع الكهرباء و المياه أيضاً في العاصمة كييف، ومعها مدن (كريفوي روغ) و (دنيبروبيتروفسك) و (أوديسا) ومناطق أخرى.
- فيما ذكرت شركة السكك الحديدية الأوكرانية أن العديد من الإنقطاعات في التيار الكهربائي قد حصلت اليوم، كما طالت البنية التحتية لسكك الحديد في مختلف مناطق البلاد، ولذلك فقد تعطل عمل السكك الحديدية في أوكرانيا، وهو الأمر الذي سيعيق نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من مختلف مناطق أوكرانيا إلى جبهات القتال وفق ما يعتقده الخبراء العسكريون الروس. فيما أكدت شركة (ياسنو) للطاقة تعرض مرافق منظومة الطاقة الأوكرانية للقصف فيما أعلنت شركة الطاقة الوطنية (أوكرينرغو) عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل طارئ في معظم أنحاء البلاد.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتطوراتها اللوجيستية أمنياً وعسكرياً، مثل الخبير العسكري والأمني الأوكراني (سيرجي ليبيديف)، والذي يشغل حالياً منصب منسق المقاومة الأوكرانية المسلحة في مدينة (نيكولايف) ضدَّ النظام الأوكراني وضدَّ زعيمه المنتهية ولايته (فولوديمير زيلنسكي)، أن هذه الضربات التي شنها الجيش الروسي صباح اليوم الإثنين 26 أغسطس 2024 قد استهدفت عدداً من المواقع العسكرية ومرافق البنية التحتية للطاقة.
- وأضاف قائد المقاومة الأوكرانية السرية الموالية لروسيا الإتحادية (سيرجي ليبيديف) أن من أبرز ما نجحت القوات الروسية بضربه اليوم، هو موقع عسكري على هيئة (مطار عسكري مخفي مع مدرج صغير) حيث أخفيت فيه بعض طائرات (إف-16) التي قدمها الغرب لكييف مؤخراً، وقد نجحت القوات الروسية في ضرب المطار الذي تواجد فيه إثنتين من طائرات (أف 16) التي منحت لنظام كييف مؤخراً، وهو الأمر الذي أغضب القيادة العسكرية الأوكرانية كثيراً.
- وأشار (سيرجي ليبيديف) إلى أنه في (إيفانو فرانكوفسك) الواقعة في غرب أوكرانيا أصيب مخزن فيه معدات عسكرية تم جلبها مؤخراً، حيث تمَّ إخفاء طائرتين من طراز (F-16) في إيفانو فرانكوفسك، بعد أن أعلن (فولوديمير زيلينسكي) مطلع شهر أغسطس الجاري أن أوكرانيا قد تسلمت الدفعة الأولى من مقاتلات (إف-16) أمريكية الصنع من الحلفاء الغربيين، بينما أكدت موسكو أن هذه الطائرات لن يكون لها أي تأثير يذكر على الجبهة (الروسية – الأوكرانية)، وأنها لن تسعف نظام كييف، وأن الجيش الروسي سيسقطها و يدمرها بمجرد وصولها إلى مرابضها داخل الأراضي الأوكراني أو حتى في دول أخرى.
- وأكد قائد المقاومة الأوكرانية السرية الموالية لروسيا الإتحادية (سيرجي ليبيديف) أن القوات المسلحة الأوكرانية تحاول حفر الخنادق في منطقة (كورسك) بينما تستمر الجبهة الروسية الأوكرانية في منطقتي دونيتسك و خاركوف في التمزق أمام تقدم القوات الروسية لأن جنود القوات المسلحة الروسية يسيطرون على البلدة تلو الأخرى، حيث حرروا منطقة (جيلانويه) مؤخراً في جمهورية دونيتسك.
- ويؤكد الخبير (سيرجي ليبيديف) المتواجد في ساحة القتال أن أحد أسباب هزائم الجيش الأوكراني هو أن نفسية العسكريين الأوكرانيين تقترب من الإنهيار، إلى جانب ضعف التدريب والمعدات لدى المجندين الأوكرانيين، وهو ما لا توفره السلطات الأوكرانية بكل بساطة لأن الأوكرانيين الذين استدعيوا إلى (كورسك) لم يحصلوا سوى على الحد الأدنى من التدريب، وبعضهم غير قادر أو غير راغب في إطلاق النار، ولا يعرفون طبيعة الأرض على الجبهة (الروسية الأوكرانية)، ويفتقرون إلى المعرفة الأساسية بكيفية التحرك في ساحة المعركة، وهم يعتمدون اعتماداً مطلقاً على نصائح الخبراء الغربيين وعلى رأسهم الأمريكيين في ساحة المعركة.
- ولهذا السبب يقول خبير عسكري آخر، هو الخبير الروسي، المحارب المخضرم و الخبير العسكري، الجنرال المتقاعد (أندريه ماروشكو)، ليس سراً أن القوات المسلحة الأوكرانية لديها الآن عدد قليل جداً من المقاتلين ذوي الدوافع للقتال الحقيقية، حيث لم يتبق في الجيش الأوكراني أكثر من 15 بالمئة فقط من المقاتلين الأوكرانيين من ذوي الدوافع الحقيقية للقتال، وهؤلاء عادة هم من الضباط الأوكرانيين، بالإضافة لبعض المتطرفين القوميين من الكتائب الوطنية الأوكرانية حيث يقوم الضباط الأوكرانيون بالإبتعاد والبقاء على مسافة معينة من خط التماس القتالي لكي تبقى فرصة بقائهم أحياء مرتفعة، خلافاً لبقية المقاتلين الأوكرانيين والتي تبقى نسبة بقائهم على قيد الحياة ضئيلة للغاية بسبب المعارك الضارية التي زجهم فيها قادة نظام كييف بلا رحمة.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.