ستوكهولم – (رياليست عربي): لن توافق المجر على انضمام السويد إلى الناتو حتى تغير الدولة الاسكندنافية موقفها تجاه بودابست، في حزب فيدس الحاكم، فإن الحقيقة هي أن السلطات السويدية كانت تهين بانتظام الناخبين المجريين والبلد ككل، ومن “غير المرغوب فيه” إثارة الخلافات بين الدول في حلف الناتو.
في الوقت نفسه، بقي أسبوع قبل قمة يوليو للتحالف في فيلنيوس، حيث أرادوا الإعلان رسمياً عن انضمام دولة أخرى إلى الكتلة، بالإضافة إلى ذلك، إلى جانب بودابست، أعاقت أنقرة أيضاً قبول السويد، التي أصبح الحصول على موافقتها بعد حملة حرق القرآن أكثر صعوبة.
استياء متراكم
تأخرت عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي إلى حد ما – تقدمت ستوكهولم، جنباً إلى جنب مع هلسنكي، للانضمام إلى الناتو مرة أخرى في مايو 2022، لكن فنلندا أصبحت رسمياً العضو الحادي والثلاثين في الكتلة في أبريل، تاركة جارتها وراءها.
وكانت تركيا والمجر الأكثر عناداً في مسألة الموافقة على ترشيح السويد، حيث أشارت الأخيرة إلى تدهور الحوار بين بودابست وستوكهولم، وحثت السلطات السويدية على تغيير موقفها.
في السنوات الأخيرة، قام ممثلو الحكومة السويدية بانتظام بإهانة الناخبين المجريين والمجر ككل، إذ من غير المرغوب فيه جلب الخلافات بين الدول إلى حلف الناتو.
في ظل هذه الخلفية، تتوقع بودابست أن “يبدد المتورطون مخاوف” البرلمان المجري، وأضاف حزب فيدس أنه عندها فقط سيتمكن غالبية السياسيين من التصويت لصالح انضمام السويد إلى الناتو.
في نفس الوقت تقريباً مع إصدار المقال في ستوكهولم، أكدوا أن السويد لا تنوي تقديم وعود خاصة لبودابست من أجل الحصول على موافقة البرلمان المجري للانضمام إلى الناتو.
بالإضافة إلى ذلك، إن بودابست تعرقل محاولة ستوكهولم للناتو لأن السلطات السويدية تنتقد حالة الديمقراطية في المجر، وبحسب السويديين، فإن سياسات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تقوض “سيادة القانون” في البلاد.
في الوقت نفسه، لم يبق سوى أسبوع واحد قبل قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس، حيث يمكن، من الناحية النظرية، الإعلان عن انضمام السويد، على الرغم من أن أوربان أكد لكريسترسون في نهاية يونيو أن بودابست لن تؤخر انضمام ستوكهولم إلى الناتو، فإن التوقعات ليست مشرقة.
بالنسبة لـ بودابست الآن تحاول استخلاص أقصى فائدة سياسية من الوضع والتأثير على خطاب سلطات المملكة، فقد أجل البرلمان التصويت حتى الخريف، ولم يحدد أوربان ما إذا كان المشرعون المجريون سيكون لديهم الوقت للنظر في القضية قبل قمة فيلنيوس في 11-12 يوليو.
بالتالي، سوف تتعرض بودابست الآن لضغوط شديدة في بروكسل وواشنطن، لكن المطالب المجرية على السويديين ليست حرجة ولا هوادة فيها مثل المطالب التركية، كما من المحتمل أن تأخذ المجر وقتاً وتوافق على الطلب فوراً بعد تركيا.
أما بالنسبة لتركيا، سيستغل أردوغان الوضع ومسألة حرق القرآن وسيواصل المساومة السياسية التي يجريها بنجاح مع الغرب منذ العام الماضي وحقق بالفعل نتائج ملموسة، كما ستحاول الولايات المتحدة دفع القرار قبل قمة فيلنيوس، والمخاطر تتزايد.
بالنتيجة، لم يتبق الكثير من الوقت، لذلك من غير المرجح أن يكون لدى الأطراف الوقت للتوصل إلى حل وسط.