طرابلس – (رياليست عربي): سيطرت شائعة أو حقيقة تأجير ميناء الخمس في ليبيا لمدة 99 عاماً، على الشارع الليبي الرافض للتواجد الأجنبي فوق أراضيها، ويحلم بدولة مستقلة ذات سيادة يتصارع الجميع على قضم أراضيها منذ رحيل الزعيم السابق معمر القذافي.
وسارعت حكومة عبد الحميد الدبيبة، المسيطرة على العاصمة «طرابلس»، لنفي تخصيص ميناء الخمس لاستعمال قوات أجنبية تركية، وقال محمد حمودة، المتحدث باسم الحكومة، من داخل ميناء الخمس: إن “ما يشاع عن تنازل الدولة أو تخصيص باستخدام ميناء الخمس البحري كقواعد عسكرية أجنبية، هو أمر غير صحيح وعار عن الصحة”.
كما نفى مصدر دبلوماسي تركي، في تصريحات نقلتها وكالة «تاس» الروسية، أن تكون بلاده استأجرت ميناء الخمس بهدف إنشاء قاعدة عسكرية.
تصريحات الدبلوماسي التركي، جاءت متناقضة مع تصريحات لمصادر رفيعة المستوي كانت أكدت سابقاً، أن أنقرة استأجرت الميناء لمدة 99 عاماً، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية ونشر مسيرات وأنظمة دفاع جوي هناك.
وتشهد مدينة الخمس الساحلية التي تبعد 120 كلم شرق طرابلس، تظاهرات متقطعة ينظمها المئات من سكان المدينة احتجاجاً على قرار تأجير الميناء للقوات التركية، وهدد المتظاهرون بإغلاق الطرقات والتهديد بعصيان مدني وإغلاق الميناء البحري في المدينة.
ويعترض المتظاهرون على نوايا الحكومة المسيطرة على طرابلس، تخصيص أجزاء من الميناء لاستخدامها من قبل تركيا لأغراض عسكرية.
وميناء الخمس يعد واحداً من أكبر الموانئ التجارية في ليبيا، ويتمتع بأهمية استراتيجية، نظراً لموقعه وعمقه وطول أرصفته، وتقدر مساحته بنحو 249 هكتاراً فيما تبلغ طاقته الاستيعابية مليون طن من الحاويات سنوياً.
من جانبه قال عبد الله ميلاد المقري، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن الخمس تنتفض وتضرب موعداً مع التاريخ في وجه سلطات عبد الحميد الدبيبة وأعضاء حكومته.
معتبراً إن انتفاضة أحرار الخمس جاءت للمطالبة بطرد القاعدة العسكرية التركية، وتطهير الدولة من المستعمر العثماني الذي يستغل الصراع الداخلي ليسيطر على مقدرات الوطن.
وناشد شباب الخمس، احتضان جبل الخمس، ومقبرة الشهداء بالمدينة، واستلهام ملحمة جهاد الأبطال في طرد المستعمر الإيطالي قبل أكثر من مائة سنة وقبلها جحافل الأتراك الذين سلموا حامية الخمس للطليان.
وأكد أن معركة «المرقب ومعارك شقران، وسيلين، والعلوص، و سوق الخميس، الساحل، وكعام، والقصبات، وأولاد شكر، وأولاد نمي، ومارغنة الساحل، والمهادى، وفرجان الداون، وأولاد الشيخ، والفواتير، وقصر أخيار، أبطال الشعافيين».. هم من يخوضون معركة تحرير قاعدة الخمس البحرية ويطهرها من الأتراك.