بيروت – (رياليست عربي): إن آمال اللبنانيين في عدم جر بلادهم إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط تتضاءل أمام أعينهم، فقد أعلن الجناح العسكري لحزب الله أنه لن يترك الفلسطينيين في قطاع غزة “وحدهم مع العدو الصهيوني” ونفذ عدة عمليات ضد القوات الإسرائيلية في مناطق مزرعة شبعا وكفار شوبا المحتلة عند سفح مرتفعات الجولان.
بعد ذلك، أطلق أعضاء التشكيلات الفلسطينية المتطرفة، بدون موافقة حزب الله، وابلاً من قاذفات الصواريخ على مستوطنتي نهاريا وشلومي اليهوديتين الحدوديتين. ولم يتباطأ الجيش الإسرائيلي في الرد على هذه الاستفزازات، حيث أطلق نيران المدفعية والدبابات على المناطق الجنوبية من لبنان.
وكانت نتيجة المبارزة الطويلة مئات اللاجئين الذين تركوا منازلهم واستقروا مؤقتاً في مدارس في مدينة صور، على بعد 20 كيلومتراً من الحدود، فيما انتقل آخرون إلى صيدا وبيروت.
وتغطي منطقة القتال الآن مساحة يبلغ طولها 100 كيلومتر – من رأس الناقورة إلى كفار شوبا، ويتم تبادل الضربات على طول الحدود مع إسرائيل بأكملها، لكن العرض يظل محدوداً بشريط يتراوح من 2 إلى 5 كيلومترات.
بالتالي، هناك “خطوط حمراء”، وهي الضربات التي يشنها المقاتلون الشيعة في عمق إسرائيل بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار، وفي المقابل، يمتنع الطيران الإسرائيلي عن شن غارات على المستوطنات والمنشآت الاقتصادية اللبنانية.
وخلال حرب عام 2006، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية 90 جسرا ومنشأة لتخزين النفط في الجية وعطلت مطار بيروت الدولي.
: “الآن وعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري إذا استخدم حزب الله قدراته الصاروخية”.
نحن نتحدث عن 150 ألف صاروخ مخزنة في المستودعات، ووجودها، بحسب ملاعب، يخلق توازناً معيناً للقوى، نظراً إلى أن الميليشيا الشيعية تمتلك القدرات التقنية لإطلاق ألفي صاروخ يومياً باتجاه إسرائيل.
وبالنظر إلى التقارير، فإن المفارز الشيعية هاجمت طوال هذه الأيام حصراً المواقع العسكرية ودوريات الجيش والثكنات والدبابات والمدرعات ومحطات الرادار ومراكز القيادة والمراقبة، إنهم يستخدمون نظام الصواريخ المضادة للدبابات كورنيت (ATGM) لهذا الغرض ويزعمون أنهم عطلوا 11 مركبة مدرعة للعدو، وهو ما يمثل ضررًا كبيرًا جدًا.
بالتالي فإن حزب الله لا يتجاوز قواعد إجراء العمليات القتالية في المناطق الحدودية، لكنه في الوقت نفسه يجبر العدو على الاحتفاظ بفيلق دبابات وثلاثة ألوية مشاة آلية على الجبهة الشمالية. وأضاف: “نتيجة لذلك، تم الآن سحب خمسة ألوية فقط جنوبا إلى قطاع غزة، حيث يجري الإعداد لعملية برية بعد عملية جوية”.