موسكو – (رياليست عربي): فصل جديد من الصراع لا زال بعيداً عن أضواء الإعلام بين روسيا والدول الغربية التي تسير خلف أميركا، في انتهاج سياسة العقوبات على أمل تراجع موسكو عن حماية أمنها القومي منذ انطلاق العملية العسكرية لحماية دونباس في أوكرانيا.
وعلى الرغم من معاناة أوروبا و اضطرارها لتخفيض استهلاك الغاز بنسبة 15% بداية من الثلاثاء، لدرجة دفعت بعض الدول لوضع القيود على مكيفات الهواء والاستغناء عن الماء الساخن، تجر بريطانيا الدول الأوروبية لفصل جديد من الصراع، وتحرض من خلال مراكزها البحثية على تضييق خناق تصدير إلكترونيات دقيقة إلى موسكو، بهدف تعطيل أسلحتها الحربية.
وزعم تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية “روسِّي”، أن باحثين في أوكرانيا عكفوا على فحص 27 من النُظم العسكرية الحديثة التي يستخدمها الجيش الروسي، واكتشف الباحثون ما لا يقل عن 450 نوعاً من المكوّنات المميَّزة المصنوعة خارج روسيا تأتي من شركات شهيرة مثل سوني وتكساس إنسترومنتس.
التقرير البحثي البريطاني المكوّن من 60 ورقة، زعم أن الجيش الروسي يعتمد في القتال على ما يُسمى هجمات استطلاعية، بمعنى تحديد الأهداف قبل ضربها بقوة نارية هائلة، وما اكتشفناه هو أنّ كل حلقة في تلك السلسلة تعتمد على مكونات تمّ تصنيعها في الغرب”.
المملكة المتحدة الذي تكبد رئيس وزرائها بوريس جونسون منصبه، بسبب تحريضه فرض عقوبات على روسيا، نتج عنها حالة تضخم غير مسبوقة في بلاده والعالم وتسببت في حملة غضب شعبي خلخل كرسي الحكم من تحتها، تريد الدخول في مواجهة جديدة مع موسكو، ناسية أو متناسية الغازات النبيلة الروسية التي يعول عليها العالم في جزء كبير من صناعة أشباه الموصلات.
وكانت روسيا بدأت في تقييد صادرات الغازات الخاملة أو “النبيلة”، بما في ذلك النيون والأرجون والهيليوم، إلى دول “غير صديقة”، الأمر الذي تسبب في صداع لصناع الرقائق الغازات الثلاثة لإنتاج الرقائق الإلكترونية الصغيرة الموجودة في مجموعة كبيرة من المنتجات الاستهلاكية، من الهواتف الذكية إلى الغسالات والسيارات، والتي كانت تعاني نقصاً شديداً في المعروض منذ أشهر.
وكالعادة ترك بايدن الجميع يواجه أزمة أشباه الموصلات، وحض الرئيس الأميركي في يوليو/ تموز الماضي الكونغرس على المصادقة “في أسرع وقت ممكن” على قانون ينص على تخصيص 52 مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.