الحسكة – (رياليست عربي): يعتبر مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الواقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، مخزون بشري يحمل قنابل موقوتة، تهدد على المدى القريب دول غربية، عندما تكون مطالبة باستعادة من يحملون جنسياتها من داخل المخيم، وهم من جاءوا من دول أوروبية للانضمام إلى تنظيم “داعش” في سنوات سابقة.

وفي الفترة من 2012 حتى 2017، خرج شباب وشابات من دول أوروبية وغربية، انضموا في سوريا والعراق إلى تنظيم “داعش”، وتم القبض على من عاش منهم، ووضعهم في مخيمات منها “الهول”، ورفضت حينئذ بلدانهم الغربية استلامهم، وعبر ممارسة “جهاد النكاح” خرجت أجيال جديدة “رضع”، يحملون بالتبعية جنسيات آبائهم وأمهاتهم الذين جاءوا من دولهم وانضموا لـ”داعش”، وأصبحوا هم أيضاً ممن يتم وضعهم على قوائم العودة لبلدان أبويهم، سواء كانت غربية أو أوروبية.
مخيم الهول في شمال شرق سوريا يضم أكثر من 70،000 شخص وأكثر من 90% منهم نساء وأطفال، بحسب إحصاء لموقع الأمم المتحدة، نشر في يوليو/ تموز الماضي، ويشكل العراقيون والسوريون أكثر من 80% من عدد سكان المخيم (يونيو/ حزيران 2019).

وفي نفس السياق، تؤوي مخيمات تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية عشرات الآلاف من الأشخاص المحتجزين في ظروف يرثى لها، داخل منشآت هشة، وبين هؤلاء عدد من النساء والأطفال، ممن يتربون على كراهية الغرب ويمكن أن يشكل بعضهم وفق محللين الجيل المقبل من مقاتلي التنظيم المتطرف.
وكان قد تحدث قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكنزي، بنبرة قلق عن 62 ألفاً من قاطني مخيم الهول في محافظة الحسكة، ثلثاهم دون الـ18 من العمر، بينما أكثر من نصفهم دون 12 عاماً، وأضاف إنه تطور مقلق قد تكون له تداعيات على الأجيال، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة رعاياه والى دعم برامج إعادة التأهيل المحلية.
ويدرك جميع الخبراء والمستشارين وأجهزة الاستخبارات المخاطر المترتبة على استمرار الوضع القائم في مخيمات سوريا، التي تشهد بين الحين والآخر فوضى أمنية واغتيالات واعتداءات على الحراس.

ويقول الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية كريغ وايتسايد لوكالة “فرانس برس”، إنه مخزون بشري موقوت، ويخشى أن يكون لدى تنظيم “داعش”، القدرة متى شاء، على شن هجوم ضد المخيم وإطلاق سراح المحتجزين فيه، حيث يريدون على حد قوله، استعادة هؤلاء الناس وينتظرون اللحظة الملائمة، موضحاً اطلاعه على وثائق للتنظيم تظهر أنه ما زال يخصص اعتمادات من أجل تمويل عملية تحرير المحتجزين.
ويتوقع خبراء أن يتعثر الأكراد في نهاية المطاف في التعامل مع هذه المسألة في ظل تتردد الدول التي تتواجد رعاياها في شمال شرق سوريا بالمخيمات، خصوصاً الغربية، في استعادة مواطنيها وتسليمهم إلى نظمها القضائية.
خاص وكالة رياليست.