بلغراد – (رياليست عربي): منذ ما يقرب من أسبوعين، كانت وسائل الإعلام تتناقل الأخبار حول إنشاء قاعدة عسكرية روسية على أراضي صربيا، بدأ كل شيء ببيان أدلى به السفير الروسي في بلغراد، الذي يُزعم أنه أعلن افتتاحه الوشيك، حيث علق رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية ببساطة على التعاون مع صربيا.
نتيجة لذلك، وصلت “الأخبار” إلى الجزء الأجنبي من الشبكات الاجتماعية، حيث سارع محللون غربيون إلى الإعراب عن قلقهم من توسع “النفوذ الروسي في البلقان”، وكان على رئيس دولة البلقان التعليق على ما يحدث في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية.
وبالأمس كان المتوقع أن صربيا تخلت عن القاعدة العسكرية الروسية وهي على وشك الانضمام إلى الناتو، لم يقل ألكسندر فوتشيتش أي شيء من هذا القبيل، وأكد فقط أن السلطات لن تخجل من العلاقات مع روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنها لا تخطط لوضع أي قواعد عسكرية أجنبية على أراضي بلادهم.
السياسة الخارجية لصربيا مبنية على مبدأ الحياد العسكري المنصوص عليه في تشريعاتها، بالنسبة لدولة محاطة بدول حلف شمال الأطلسي، فهذه استراتيجية للبقاء الجيوسياسي، في عام 2007، اعتمد البرلمان قراراً، بالإشارة إلى الدور السلبي لحلف شمال الأطلسي في التاريخ الحديث لصربيا، تمت الموافقة على قرار مماثل، لذلك أراد الصرب حماية أنفسهم من الانضمام إلى الحلف الذي قصف أرضهم قبل عشرين عاماً.
وضع الدولة من خارج الكتلة منصوص عليه أيضاً في استراتيجية الأمن القومي، التي تمت الموافقة عليها في عام 2019، إن تطوير تعاون الشراكة مع كل من روسيا وحلف الناتو ممكن فقط على أساس سياسة الحياد العسكري، على سبيل المثال ، منذ عام 2014، أجرى الصرب تدريبات مع الناتو في إطار برنامج الشراكة من أجل السلام ويقومون بتنفيذ عدد من المبادرات المشتركة، في الوقت نفسه، كانت البلاد مراقباً في الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي منذ ما يقرب من عشر سنوات، وهي تمارس بانتظام عمليات مكافحة الإرهاب والعمليات المحمولة جواً مع الاتحاد الروسي وبيلاروسيا، ومع ذلك، فإن الانضمام إلى أي من هذه الكتل العسكرية يتعارض في الواقع مع القانون.
أما الحديث عن فتح قاعدة عسكرية روسية، فهو أيضاً غير مقبول لأسباب أخرى، في الواقع الحالي، لا يمكن لروسيا نشر بنية تحتية عسكرية وضمان تشغيل مثل هذه القاعدة من وجهة نظر لوجستية، إذا كان لصربيا إمكانية الوصول إلى البحر من خلال، على سبيل المثال، الجبل الأسود المجاورة، فستكون قصة مختلفة، لكن الجبل الأسود، الذي كان في يوم من الأيام صديقاً لروسيا، أصبح عضواً في الناتو منذ خمس سنوات حتى الآن.