بامكو – (رياليست عربي): قتل الإسلاميون المتطرفون أكثر من 40 جندياً مالياً ويواصلون ترويع سكان “المنطقة الحدودية الثلاثة”، على خلفية العملية العسكرية الخاصة وهوس العالم بأسره في أوكرانيا، تنحسر الأحداث في أجزاء أخرى من العالم إلى مستوى مختلف.
هل ما زالوا يتذكرون أن الشركات العسكرية الخاصة الروسية تقاتل في إفريقيا؟ كيف يقاتلون إنهم يعلمون السكان المحليين هزيمة العدو في مواجهة الجماعات المتطرفة متعددة الجوانب، وعندما يفشل السكان المحليون، ينضمون هم أنفسهم إلى المعركة.
شهدت الأيام القليلة الماضية، شرقي مالي، في منطقة الحدود الثلاثة قرب مدينة تيسيت، واحدة من أكثر المعارك دموية بمشاركة الجيش المالي وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (المحظور في الاتحاد الروسي) في الصحراء الكبرى، وأسفر الاشتباك عن مقتل 42 جندياً مالياً وإصابة 22 جندياً بجروح، وخسر المسلحون 37 شخصاً، وقالت الحكومة إن الإسلاميين استخدموا الطائرات بدون طيار والمركبات المتفجرة وقاذفات القنابل.
تقع المعارك على الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر – في منطقة يتزايد فيها نشاط مسلحي داعش والعصابات المرتبطة بالقاعدة، وتتقاتل الفصائل فيما بينها على رواسب الذهب في المناطق النائية في الدول الثلاث، كما يعيق اتصال المدينة بالعالم الخارجي عدم وجود اتصالات محمولة مستقرة في المدينة وضعف حركة المرور على الطرق خلال موسم الأمطار، وتحدث الاشتباكات هناك بشكل منتظم، لذلك يفر المدنيون إلى مدينة غاو الأكبر التي تقع على بعد 150 كيلومتراً إلى الشمال.
من الواضح أن تنشيط الجماعات يتطلب مشاركة أكبر لروسيا في الحرب ضد الإرهاب، وسلمت روسيا قبل بعض الوقت طائرات مقاتلة من طراز L-39 و Su-25 وطائرات هليكوبتر من طراز Mi-24P و Mi-8 وطائرة نقل CASA C-295 إلى مالي.
كما جرت محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي ورئيس الفترة الانتقالية لمالي، عاصمي غويت، تحدث فيها الأخير عن محاربة الجماعات الإرهابية، ووفقاً له، قُتل أكثر من 60 مسلحاً في يونيو/ حزيران وحده، والتصعيد الحالي محاولة انتقامية للدفاع عن منطقة النفوذ، ويمكن لإمدادات الطيران أن تعزز موقع الجيش المالي في المناطق التي يصعب الوصول إليها.