طرابلس – (رياليست عربي): اندلعت اشتباكات بين فصائل متناحرة في أنحاء العاصمة الليبية طرابلس اليوم السبت في أسوأ قتال هناك منذ عامين مع تحول مواجهة سياسية مستمرة منذ شهور إلى حرب مدن تهدد بالتصاعد إلى صراع أوسع نطاقاً.
وقال مصدر في وزارة الصحة أن 23 شخصاً قتلوا في المعارك اليوم السبت بينهم 17 مدنياً. وكانت الوزارة قد ذكرت في وقت سابق أن 87 شخصاً أصيبوا.
وسيعيد القتال المستمر في المدينة للسيطرة على الحكومة ليبيا على الأرجح إلى حرب شاملة بعد سلام نسبي استمر عامين وأسفر عن عملية سياسية فاشلة استهدفت إجراء انتخابات عامة.
وتدور المواجهة المستمرة منذ أشهر من أجل السلطة في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها برئاسة عبد الحميد الدبيبة وإدارة منافسة برئاسة فتحي باشاغا يدعمها البرلمان الذي مقره شرق البلاد.
وقال شهود إن قوات متحالفة مع باشاغا حاولت انتزاع السيطرة على أراض في طرابلس من عدة اتجاهات اليوم السبت، لكن قافلته العسكرية الرئيسية عادت باتجاه مصراتة قبل أن تصل إلى العاصمة.
ونشر الدبيبة في وقت لاحق مقطعاً مصوراً على الإنترنت يظهر فيه خلال زيارة مقاتلين في المدينة بعد توقف الاشتباكات.
وتفجر القتال ليلاً ثم ازدادت حدته صباح اليوم السبت مع نشر أسلحة خفيفة ومدافع آلية ثقيلة ومدافع المورتر في مناطق مختلفة من وسط المدينة، وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في سماء طرابلس وتردد دوي إطلاق نار وانفجارات.
وبحلول فترة ما بعد الظهيرة، بدا أن القوات المتحالفة مع باشاغا تتحرك نحو طرابلس من ثلاثة اتجاهات، وفي جنزور، الواقعة شمال غرب طرابلس وتعتبر نقطة دخول رئيسية لبعض القوات المتحالفة مع باشاغا، أفاد السكان المحليون بوقوع اشتباكات عنيفة.
وفي جنوب طرابلس، قال شهود في حي أبو سليم إن هناك إطلاق نار كثيفاً وذلك بعد مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن رويترز من التحقق منه، يُظهر على ما يبدو قوات قائد قوي متحالف مع باشاغا تشن هجوماً هناك.
في غضون ذلك، قال شاهد إن رتلاً رئيسيا تابعاً لباشاغا يضم أكثر من 300 مركبة انطلق نحو طرابلس من الشمال الشرقي على الطريق الساحلي، لكن شهوداً قالوا إنه عاد إلى قاعدته في مصراتة.
ودعت تركيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقالت “نواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الليبيين”، ولتركيا وجود عسكري في أنحاء طرابلس وساعدت القوات في المدينة على التصدي لهجوم من الشرق في عام 2020 بضربات نفذتها طائرات مسيرة.
ولم تشهد ليبيا سلاماً يذكر منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي. وانقسمت البلاد في 2014 بين فصائل شرقية وغربية متناحرة كما تدخلت قوى إقليمية في الصراع. وتوقف إنتاج النفط الليبي، الذي يمثل جائزة كبيرة للجماعات المتحاربة، مرارا خلال سنوات الفوضى.