طرابلس – (رياليست عربي): دخلت العاصمة الليبية “طرابس” مرحلة الفوضى الخلاقة، لم تعد هناك حكومة مسيطرة على الأوضاع ولا قوى فاعلة للتهدئة، تصريحات تحريضية تفوق الرصاص ميلشيات منتشرة بالشوارع والميادين والقتال العنيف قادم لا محالة بعدما اختمرت خطة التقسيم وترك الدولة في رياح الفوضى.
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إن العاصمة طرابلس تعرضت لما وصفه بـ”عدوان مخطط من الداخل والخارج”، وتشهد طرابلس اشتباكات منذ مساء الجمعة الماضية بين قوات حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وقوات الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، في شارع الزاوية وباب بن غشير، وعدة مناطق بالمدينة، اللافت هو القتال الدائر بين ميليشيات محسوبة على الدبيبة رغم محاولة إنكاره الأمر، بالرغم من مقاطع الفيديو التي وثقت المعارك بين هيثم التاجوري وغنيوة الككلي.
ووفق مصادر مطلعة على الأزمة أن سبب الخلافات الداخلية بين حلفاء الأمس، مبلغ 175 مليون دولار رصده الدبيبة للميليشيات الموالية له بهدف تجهيزها للتصدي لـ لواء 217 المحسوب على باشاغا، وأوضحت جلياً خريطة الجماعات الموالية لكل طرف في الصراع على السلطة في الغرب الليبي، وهي كالتالي: فريق الدبيبة : 301 محمود بن رجب، الردع، الفار، غنيوه، فرسان جنزور، القوة المشتركة، البقرة، عماد طرابلسي، هارون ساسي، قوة دعم دستور، رمزي اللفع، لواء غريان.
فريق باشاغا: الجويلي، عثمان اللهب، بوزريبة، الضاوي، النواصي، هيثم التاجوري، فانوطة، سيف البركي، النعاجي، كتيبة الضمان، سالم جحا، كتيبة حطين.
وفي مؤشر على توافق بعض القوى العسكرية داخل طرابلس على دخول باشاغا لتولي مهام منصبه، قال آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية المقال من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بصفته وزير الدفاع، اللواء أسامة جويلي، إن إدخال الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، إلى العاصمة طرابلس “ليس جريمة يعاقب عليها القانون”، وحض الجميع على الوقوف إلى جانب الحكومة التي اختارها مجلس النواب وعدم الانجرار وراء رغبات أشخاص، في تغير كبير بالمواقف يؤكد أن الأيام المقبلة حبلي بالرصاص والدم في العاصمة.
وبطبيعة الحال الولايات المتحدة الأميركية ليست بعيدة عن مجريات الأحداث، بعدما كشفت خطتها لتقسيم ليبيا، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك تورطها في صناعة الأزمات هناك بهدف تفتيت الدولة، وجعل مناطق تحت سيطرة حكومات متصارعة تضمن لها الوجود كوسيط بينهم، وتسهل على واشنطن الولوج إلى حقول النفط دون ضوابط بهدف تعويض إمدادات الطاقة العالمية عقب الخسائر التي تكبدتها نتيجة العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس في أوكرانيا.
ورسم سفير الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا، ريتشارد نورلاند، معالم خطة التقسيم في تصريحات سابقة له قال فيها إنه: “من الممكن إجراء انتخابات عامة في ليبيا دون شرط حل الأزمة بين الحكومتين المتنافستين، وأن هناك سبلا للمضي قدماً بعيداً عن ضرورة وجود حكومة ليبية واحدة في السلطة”، كما يمكن لكل طرف إجراء الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها”.
وتعليقاً على هذه التصريحات، أكد الخبير المصري في الشؤون الليبية، محمد فتحي الشريف، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات السياسية – مقره العاصمة المصرية القاهرة-، أن واشنطن تلعب الآن على ورقة التقسيم، تصريحات سفيرها نورلاند حملت الضوء الأخضر لجميع القوى السياسية المتصارعة للقفز على الاتفاقات الدولية، بهدف السيطرة على الأقاليم الواقعة تحت سيادة كل قوى منفردة.
وأوضح أن الهدف الأساسي الآن هو النفط بعيداً عن مصالح السيادة للدولة الليبية، بهدف السيطرة على ثروات الدولة الطبيعية وجعل ليبيا خزان نفط استراتيجي مفتوح يعوض لها إمدادات الطاقة التي تأثرت بالعقوبات التي فرضتها بطريقة عشوائية على روسيا، بعدما وعدت الغرب بتعويض الإمدادات الروسية ووقفت عاجزة عن تحقيق وعودها، وباتت طرابلس تمثل لها السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة.