واشنطن – (رياليست عربي): تنوي الولايات المتحدة تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة نوعية وهي صواريخ “هيمارس” التي من مميزتها قوة نارية هائلة ويأتي هذا الالتزام بعد وعود لم يلتزم بها الغرب في دعم كييف ومن شأن هذا التطور الدفع بموسكو الى الرفع من قدرتها التدميرية لما تبقى من البنيات العسكرية في أوكرانيا.
وكان الغرب قد تعهد بتقديم معدات حربية ثقيلة مثل المقاتلات والدبابات والمدرعات، وتبين صعوبة تنفيذ هذا المخطط بسبب استحالة إدخال هذه المعدات الى الأراضي الأوكرانية دون التعرض للقصف الجوي الروسي الذي يراقب الحدود مع بولندا بدقة شديدة، كما اقترح الغرب تسيير سفن حربية الى ميناء أوديسا لمساعدة أوكرانيا على تصدير منتوجاتها الزراعية، وتبين استحالة هذا المخطط في ظل تفوق عسكري روسي وبحري في بحر شبه مغلق مثل البحر الأسود.
وينظر الخبراء العسكريون بنوع من الدهشة وأحيانا السخرية الى تصريحات السياسيين حول تقديم مقترحات من هذا النوع في ظل حرص الحلف الأطلسي على عدم المواجهة مع روسيا، وفي ظل التفوق العسكري الروسي لاسيما في الجو وامتلاكه صواريخ دقيقة قادرة على ضرب أي قافلة عسكرية برية أو بحرية.
وتبقى المساعدة العسكرية النوعية التي سمحت للقوات الأوكرانية بتحقيق نوع من الضغط على القوات الروسية هي الأسلحة الخفيفة المحمولة، ولكنها فتاكة من نوع جافلين التي تستهدف المدرعات والدبابات ثم صواريخ ستينغر التي تستهدف الطائرات المروحية والطائرات المقاتلة, وترتب عن هذا رهان القوات الروسية على القصف عن بعد سواء المسافة البرية أو التحليق الجوي، مما قلص من حرية حركة الجيش الروسي لاسيما في الوسط نحو الغرب الأوكراني وفي بعض مناطق محددة في إقليم دونباس التي لم يسيطر عليها الروس, ويعطي هذا السلاح ثماره في ظل حرص موسكو على تفادي سقوط مزيد من الجنود الروس.
وتتميز صواريخ هيمارس بضرب أهداف تصل الى 80 كلم، ثم مستوى قوتها التدميرية، واستعملت الولايات المتحدة هذه الصواريخ بكثافة في الحرب العراقية سواء سنة 1991 أو 2003. واقتنتها عدد من الدول العربية على رأسها قطر والإمارات العربية والمغرب.
ومن المحتمل إلحاق هذه الصواريخ خسائر عسكرية بالقوات الروسية في إقليم دونباس، غير أنها لن تكون حاسمة لسببين، الأول: وهو صعوبة نقل مئات الصواريخ بل فقط العشرات خلال الشهور المقبلة، والصعوبة الثانية: احتمال أن تكون روسيا قاسية في ردها على القوات الأوكرانية من خلال استهداف ما تبقى من البنية العسكرية في هذا البلد.
وجاء الرد الروسي على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريبياكوف قوله إن “التسليم المقرر لأسلحة أمريكية إلى أوكرانيا، ومن ضمنها منظومات صواريخ متطورة، يزيد من مخاطر انجرار الولايات المتحدة إلى نزاع مباشر مع روسيا”.
واعتبر أن الولايات المتحدة عازمة على “شن حرب على موسكو حتى آخر جندي أوكراني من أجل إلحاق، كما يقولون، هزيمة استراتيجية بروسيا”، وأضاف “هذا غير مسبوق، هذا خطير”.