باريس – (رياليست عربي): إعلان وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو عن قرب رفع السرية عن أرشيف “التحقيقات القضائية” للحرب الجزائرية في الفترة من عام 1954 حتى 1962 ضد الاحتلال الفرنسي، سيفتح ملفات تعويضات مالية ضخمة تقدر بمليارات اليوروهات، ستأتي بالتوالي مع خروج وثائق أحداث ووقائع ارتكبها الاحتلال الفرنسي ضد سياسيين ونشطاء وعسكريين جزائريين، سيكون لذويهم الحق في تعويضات ضخمة يكون مسارها السلك القضائي أمام المحاكم الفرنسية في الفترة المقبلة.
وبجانب ذلك ستسلك “الجزائر” كحكومة طريق التعويضات للدولة عن خسائر تكبدتها بالفعل سواء ما لحق بمنشآت وأحياء كاملة دمرت في فترة الاحتلال، وأيضاً استغلال البلاد ومقوماتها وثرواتها من جانب باريس، وأيضاً ما لحق بالجزائر في الحرب العالمية الثانية بعد أن اتخذتها قيادة “فرنسا الحرة” كمقر لمواجهة النازية بعد احتلال ألمانيا لفرنسا في أربعينات القرن الماضي.
وقالت “باشلو” في لقاء تلفزيوني، إنه يتم فتح أرشيف التحقيقات القضائية لقوات الدرك والشرطة حول حرب الجزائر، قبل 15 عاماً من موعده القانوني.
وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس/ آذار 2021، ضمن نهجه سياسة “الخطوات الصغيرة” التي يتبعها، عن تبسيط الوصول إلى إجراءات رفع السرية عن الوثائق التي يزيد عمرها على 50 عاماً، مما يجعل من الممكن تقصير فترات الانتظار المرتبطة بهذا الإجراء.
وأوضحت الوزيرة الفرنسية، أن التزوير هو الذي يجلب كل الأخطاء والمشكلات والكراهية، ومن في اللحظة التي تطرح فيها الحقائق على الطاولة ويتم الاعتراف بها وتحليلها، من الممكن أن نبني تاريخاً آخر ومصالحة، لافتة إلى وجود أشياء لدى بلادها ، يجب إعادة بنائها مع الجزائر ولا يمكن إعادة بنائها إلا بناءً على الحقيقة، وأكدت على أن من مصلحة بلادها الاعتراف بما يوصف بأعمال تعذيب ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر.
يأتي هذا الإعلان في إطار سياسة مصالحة الذاكرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الرغم من تمسكه بالرفض المتجدد بتقديم اعتذار بشأن التاريخ الاستعماري الفرنسي في القارة الإفريقية، ووضح ذلك علناً، في خطابه خلال القمة الإفريقية – الفرنسية بمونبيليه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على الرغم من إقراره بالمسؤولية الجسيمة لفرنسا لأنها نظمت التجارة الثلاثية والاستعمار هناك.
وكان قد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت سابق، أنه يريد “اعتذاراً” من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في بلاده، واصفاً “ماكرون” بـ”الرجل النزيه” القادر على مواصلة نهج التهدئة بين البلدين، مشيراً إلى أن باريس قدمت “نصف اعتذار”.
وكان “ماكرون” اعترف في 13 سبتمبر/ أيلول 2018 بأن اختفاء عالم الرياضيات والناشط الشيوعي موريس أودان في 1957 في العاصمة الجزائرية كان من فعل الجيش الفرنسي ووعد عائلته بإمكانية الوصول إلى الأرشيف.
خاص وكالة رياليست.