موسكو – (رياليست عربي): أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بالتعاون والتنسيق مع جهاز المخابرات العسكرية الروسية عن إحباط محاولة إستخباراتية قامت بها المخابرات العسكرية الأوكرانية لسرقة قاذفة إستراتيجية روسية قادرة على حمل أسلحة نووية وهو الأمر الذي اعتبره الخبراء بأنه لا يخرج عن أطر محاولات نظام كييف للإستفادة من المساعدات والخدمات الأمنية التي تقدمها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للحصول على معلومات فنية عن القاذفات الإستراتيجية الروسية من هذا النوع ومعرفة جداول تحليقها لكي تتم عملية مهاجمتها من قبل القوات الجوية الأوكرانية والتي تلقت خلال الشهرين الأخيرين ضربات موجعة للغاية من قبل الجانب الروسي مما بات يفرض علىيها التفكير بالرد.
بعد أعلن الأمن الفدرالي الروسي عن إحباطه محاولةً لنظام كييف وحلفائه من دول (الناتو) لسرقة قاذفة (Tu-22M3) الإستراتيجية الروسية، والقادرة على حمل أسلحة نووية.
- جاء في بيان رسمي لجهاز الأمن الفدرالي الروسي أن جهاز الإستخبارات الأوكرانية حاول تجنيد قبطان القاذفة الروسية، وذلك من خلال إغراءه بمبلغ مليوني دولار أمريكي، ومنحه جنسية أجنبية وتأمين إقامته خارج روسيا الإتحاية، مقابل تحليقه بالطائرة إلى أحد المطارات العسكرية في أوكرانيا.
- وأضاف جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن الإستخبارات العسكرية الروسية كشفت ضلوع استخبارات دول حلف (الناتو) المباشر في التخطيط لهذه العملية، وعلى رأسها ضلوع المخابرات المركزية الأمريكية.
- وذكر قبطان القاذفة الروسية أن استخبارات كييف خابرته عبر تطبيق (تلغرام) الإلكتروني، ومارست ضده مختلف أساليب الترغيب والترهيب، وطلبت منه تزويدها بمعلومات فنية وتقنية عن القاذفات الإستراتيجية الروسية من هذا النوع، وجداول تحليقها، حيث أشار إلى أن محادِثه طَلب منه أيضاً إحراق الطائرات في المطار وافتعال أضرار بها قبل إقلاعه بالقاذفة من روسيا الإتحادية إلى أوكرانيا.
- ولفت قبطان القاذفة الروسية النظر أيضاً، إلى أنه استطاع خداع محادثيه والحصول منهم على معلومات أفادت روسيا الإتحادية بتدمير مطار (أوزيورنويه) العسكري الأوكراني، الذي كان من المنتظر على ما يبدو هبوط الطائرة الروسية المسروقة فيه.
- وكشف الطيار الروسي الذي رفض بيع سلاحه وشرفه العسكري للعدو المتمثل بـــــــــــــ(نظام كييف الحالي ودول الناتو التي تدعمه) أنه سارع إلى إبلاغ القيادة العسكريةالروسية المسؤولة عنه بهذه المحادثات، قبل أن يتولى جهاز الأمن الفدرالي الروسي التحقيق في ملابسات هذه المحاولات الأوكرانية الغربية.
- والجدير بالذكر أن قاذفة (Tu-22M3) هي قاذفة إستراتيجية روسية، وهي قادرة على الطيران بسرعة 2300 كم في الساعة، وعلى ارتفاع 13000 م لمسافة 6 آلاف كم والعودة دون التزود بالوقود، وهي تحمل مختلف الذخائر التقليدية، والصواريخ الموجهة لتدمير الأهداف البرية والبحرية، حيث خضعت هذه القاذفات الروسية لجملة من التعديلات التقنية والفنية، لتصبح بعد ذلك قادرة على حمل 6 صواريخ مختلفة التسليح، إضافة إلى جعبتها الأساسية من الذخيرة والصواريخ.
آراء المراقبين و المحللين و الخبراء في مراكز الدراسات السياسية و الإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما يسود حولها من حرب إستخباراتية بين أجهزة المخابرات العسكرية، سواءً في روسيا الإتحادية أو في أوكرانيا ومن خلفها دول حلف الناتو الداعمة لها، مثل رئيس جهاز الأمن الأوكراني السابق(إيفان باكانوف)، أن اللجوء إلى هذه المحاولة الأوكرانية مع أجهزة إستخبارات (الناتو) لسرقة القاذفة الإستراتيجية، سببه فعالية الضربات الروسية ضد مصانع الإنتاج الحربي في أوكرانيا.
- وأكد الخبير الأوكراني أن وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) قامت منذ عام تقريباً وحتى الوقت الحالي ببناء 12 قاعدة تجسس سرية تحت الأرض في أوكرانيا، حيث تعتبر هذه القواعد هي (المركز العصبي) للقوات المسلحة الأوكرانية، وهو الأمر الذي أكدته تقاير أمنية روسية، أفادت أيضاً أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ما زالت تقوم بتدريب وتزويد مخابرات كييف المتمركزة في مخابئ تحت الأرض في الغابات الأوكرانية بالمعلومات العسكرية السرية الضرورية، وذلك للقيام بعمليات عسكرية وأمنية نوعية، كما حصل مؤخراً في آخر محاولة أوكرانية لسرقة القاذفة الروسية الإستراتيجية.
- ويعترف رئيس جهاز الأمن الأوكراني السابق (إيفان باكانوف) أن واشنطن تولّت تمويل هذه الأنشطة بالكامل، وكانت تراقب عمل المحطات السرية التي كانت تمارس نشاطات التنصت والتجسس، وتشرف على تدريب قوات الإستخبارات الخاصة الأوكرانية في المفرزة رقم (2245) المتورطة في سرقة المسيّرات وأنظمة الإتصالات الروسية، مما أتاح لضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فك الرموز الروسية في وقتٍ من الأوقات، خاصةً في مطلع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
- ويؤكد الخبير الأمني والأوكراني السابق أنه وبدون الأمريكيين، لم يكن لدى أوكرانيا أي فرصة لمقاومة القوات الروسية، أو أي فرصة لاختراق أجهزة المخابرات العسكرية الروسية على خط الجبهة، أو حتى إمكانية التفكير بهذا النوع من عمليات التجسس، من قبل أجهزة المخابرات الغربية المعادية لموسكو.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.