نيودلهي – (رياليست عربي): قالت وزارة خارجية الهند إن الجنود الهنود والصينيين سيفكون وضع الاشتباك القائم بينهم بحلول يوم الاثنين 12 سبتمبر الجاري في قطاع حدودي متنازع عليه بغرب الهيمالايا بعد مرور أكثر من عامين على مواجهة في أعقاب اشتباك أسفر عن سقوط قتلى.
يتمحور الخلاف الرئيسي بين الصين والهند حول ترسيم حدودهما الممتدة على مساحة أربعة آلاف كيلومتر، وتعد ولاية أروناتشال براديش الهندية أخطر نقاط المواجهة، فقد ضُمت المنطقة إلى الأراضي الهندية خلال حقبة الاستعمار البريطاني.
وفك الاشتباك، الذي يأتي بعد عدة جولات من المحادثات بين كبار المسؤولين العسكريين، جزء من جهود تبذلها نيودلهي وبكين لتجنب تصعيد التوتر بين العملاقين الآسيويين المسلحين نوويا، واللذين خاضا حربا على الحدود في عام 1962.
ويأتي الانسحاب، الذي أكدته الصين أيضا، قبيل اجتماع في أوزبكستان في الأسبوع المقبل من المتوقع أن يحضره الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إن الجنود الهنود والصينيين بدأوا في الانسحاب من منطقة جوجرا-هوتسبرينجز في لاداخ في غرب الهيمالايا أمس الخميس وإن العملية ستكتمل أوائل الأسبوع المقبل.
منطقة عازلة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أريندام باجتشي في بيان “اتفق الجانبان على إنهاء أوضاع الانتشار المتقدمة في تلك المنطقة بطريقة تدريجية ومنسقة وقابلة للتحقق منها من شأنها عودة قوات كل من الجانبين إلى المناطق الخاصة بها”.
وأضاف أن جميع الإنشاءات المؤقتة التي أقامها كل من الجيشين في المنطقة سيتم تفكيكها أيضا في إطار الاتفاق.
وبالرغم من عدم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق، قال خبير دفاعي إن من المرجح أن يقيم الجيشان منطقة عازلة بين قواتهما ويوقفا تسيير الدوريات بالمنطقة.
وقال راكيش شارما وهو ضابط هندي متقاعد برتبة ليفتنانت جنرال خدم في لاداخ “هذه خطوة إيجابية… تم تجنب سيناريو المواجهة”.
وأقيمت ترتيبات عازلة مماثلة في مناطق أخرى في لاداخ كانت القوات منتشرة فيها على مقربة من بعضها البعض بعد اشتباك في يونيو حزيران أوقع 20 جنديا هنديا على الأقل قتلى وأربعة جنود صينيين.
لكن شارما قال إن القوات من كل من الجانبين ما زالت منتشرة على مقربة في موقع واحد على الأقل بالقرب من منطقة ديمتشوك في لاداخ، وهو ما يمكن معالجته في محادثات أخرى.
تجدد الصراع
في منتصف يونيو 2017، قامت الصين بإرسال جنود لحماية أعمال بناء في منطقة دوكلام المتنازع عليها، وذلك لشق طريق حدودي، فردت الهند بنشر قوات عسكرية حالت دون استكمال المشروع.
وبررت نيودلهي ذلك بأن السماح ببناء الطريق من شأنه أن يجعل الوصول إلى مناطق حساسة سهلاً بالنسبة للصينيين، مما يعني تحسين وضع الصين الأمني في حال نشوب نزاع مسلح، واتهمت بكين القوات الهندية بأنها اجتازت الحدود الصينية، وطالبت وزارة الدفاع الصينية الهند بسحب قواتها، وحذرت من الاستهانة بقدرات الجيش الصيني، مؤكدة أن قدرته على الدفاع عن سيادة الصين تتعزز باستمرار.
ودعت الصين جارتها الهند إلى سحب قواتها من الجزء الصيني للشريط الحدودي بينهما، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان إن على الهند اتخاذ خطوات عملية لتصحيح الخطأ والكف عن الاستفزازات، والعمل مع الصين من أجل استقرار وأمن المنطقة، وحذر وو من الاستهانة بقدرات الجيش الصيني، مؤكداً أن قدرته على الدفاع عن سيادة بكين تتعزز باستمرار.
وتشترك الهند والصين في حدود لم يتم ترسيمها بطول 3800 كيلومتر، حيث التزمت قواتهما سابقا ببروتوكولات قائمة منذ فترة طويلة لتجنب اللجوء لاستخدام السلاح.