طرابلس – (رياليست عربي): عقد القائد العام المكلف للجيش الليبي عبد الرازق الناظوري، اجتماعاً هو الأول من نوعه مع رئيس أركان قوات المنطقة الغربية في ليبيا محمد الحداد في سرت.
وقالت مصادر عسكرية مقربة من القيادة العامة للجيش الليبي، إن الاجتماع بحث إيجاد جدول زمني محدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وأضافت المصادر، أن البند الثاني في الاجتماع المغلق ناقش كيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد، وفقاً لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/ تشرين الأول (2020).
وتابعت المصادر أن الاجتماع بحث أيضاً جهود مساندة الجهات الأمنية في تأمين المدن والمناطق خصوصاً في فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والمقررة في الـ24 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، منوهة إلى أن هذا الاجتماع جاء بمبادرة وبتنسيق لجنة 5+5 العسكرية، دون أي وساطة أو تدخل أجنبي أو خارجي لعقده.
وأوضح الفريق الناظوري في تصريحات تلفزيونية، عقب انتهاء الاجتماع، أن الطرفين اتفقا على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخل أطراف أجنبية، متابعاً أن اللقاء كان ليبياً خالصاً وأن وجهات النظر لدى المجتمعين كانت متقاربة، والهدف المشترك هو حماية الوطن والدستور، والمحافظة على المؤسسة العسكرية، واحترام الكيانات السياسية، وأن يكون توحيد المؤسسة العسكرية في أقرب وقت.
وأضاف بأن هناك اجتماعات قادمة مشابهة لهذا الاجتماع ستعقد بحضور لجنة 5+5، بدون تدخل أي طرف أجنبي، موجهاً رسالة للشعب الليبي، أنهم غير معترضين على بناء الدولة المدنية وسرعة إنجازها عبر الانتخابات بعيداً عن التجاذبات السياسية.
واستدرك الناظوري أنهم لن يسمحوا بالتفريط في حق الجيش الليبي، وأن الحكومات المتتالية التي تدّعي بناء الجيش، تحرمه من ميزانياته ومرتباته وزيه العسكري، كما أنهم مستمرون في جهودهم وحماية الحدود والأمن وحدود دول الجوار.
يذكر أن قيادة الجيش الليبي قبلت انضمام عناصر من قوات مصراته إلى صفوفها، وأصبحت هذه القوة ضمن أحد ألوية الجيش الليبي، الذي تتمركز بعض وحداته في مدينة الشويرف جنوب غربي العاصمة طرابلس والتي تساهم في تأمين طريق النهر الصناعي الرابط بين منطقتي الشويرف والسدادة.
كما اتفقت قوات الجيش الليبي مع القوة الأمنية المساندة من مدينة مصراته على تأمين الطريق الرابط بين سرت ومصراته وتسيير دوريات مشتركة في خطوة مهمة جاءت بعد عدة سنوات من القطيعة، وينتظر أن تؤدي هذه الخطوات إلى لتوحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية في ليبيا.
وبحسب خبراء ليبيين، فإن هناك عدة معوقات تعترض خطوة توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، تتمثل في اصطفاف المجموعات المسلحة سواء ذات التوجه الاسلامي المتشدد، أو المسلحين المنضوين تحت جناح قيادات مسلحة تدين بالولاء لمجموعاتها، وتتمسك بما تحققه من مكاسب بحكم هذا الولاء.
وأضاف الخبراء في تصريحات لـ “رياليست” بأن ما يواجه عملية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية يتمثل في الرفض من قبل العناصر المتشددة المنتشرة في العاصمة الليبية، والتي من أساسيات عقيدتها محاربة الجيوش النظامية، يضاف إليها وجود قوات أجنبية ومرتزقة في “الغرب الليبي” والذين تم جلبهم في وقت سابق من قبل تركيا لتعزيز صفوف المليشيات المتمركزة في غرب ليبيا.
خاص وكالة رياليست.