القاهرة – (رياليست عربي): بدأت تتضح معالم التدخلات الإقليمية فى ملف السودان، بعد الاشتباكات التى وقعت بين الجيش النظامي للدولة الذي يقوده الجنرال عبد الفتاح البرهان، وعناصر قوات السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.
التسريبات الأخيرة حول الأزمة السودانية، عكست حجم الخلافات الإقليمية بين الدول الكبرى، فى ظل تبنى أصدقاء كما وصفهم مسئولين فى مصر، لخطة غربية تعمل على تفكيك الجيش السوداني بذريعة وجود إسلاميين ضمن تركيبته، وترك مسألة حماية البلاد لجيش قبلي يقوده دقلو قائد قوات الدعم السريع والنائب السابق لرئيس مجلس السيادة.
ونقلت مصادر عربية قريبة الصلة بالأزمة الحادثة فى السودان، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أبدى تحفظات تجاه ما اعتبره بالتدخل غير المدروس من دول وصفها بالصديقة لكنها لم تحسب خطواتها بدقة ولم تتبين عواقبها، في إشارة إلى دول خليجية للتأثير على مجريات الأحداث السودانية.
ووفق المصادر، ان الرئيس المصري قد نقل في لقائه الأخير مع تابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ورئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان وجنوب السودان الذي التقاه في العاصمة المصرية «القاهرة»، إن مخطط حل القوات المسلحة السودانية القائمة بحجة انها مركز للإسلاميين، واستبدالها وميليشيات قبلية يعتبر خيارا يحمل من الخطورة ما يكفي لتهديد الدولة ودول الجوار لأن الجيش السوداني مؤسسة عريقة مهما تغيرت الأيديولوجيات الحاكمة لها الا انها قابلة للتطهير والإصلاح ولا يمكن مقارنتها قوى قبلية حديثة التكوين.
وأوضح السيسي، إن مصر ننظر دائما للجيش السوداني باعتباره فرع من الجيش الأم، وأردف ان تجارب الفوضى التي يعج بها الوطن العربي هي في الاستعجال بضرب الجيوش الوطنية بحجج واهية، وأن المصريين لولا تداركها لهذا وتماسك الجيش الوطني والتفاف الشعب من حوله لحدث لمصر ما لا يحمد عقباه.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قال فى يناير/ كانون الثاني الماضي: إن أحداً لن يستطيع تفكيك الجيش الذي سيظل «موحداً وحارساً» للسودان من أجل الحفاظ على وحدة الدولة.