موسكو – (رياليست عربي): قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد أندريه كوشكين، إن هناك خطر حدوث اشتباك مباشر بين روسيا وفرنسا في إطار الصراع الأوكراني، وحتى لو تم إرسال الفرنسيين إلى أوكرانيا كمدربين، فسيظل هؤلاء أشخاصاً يحملون أسلحة في أيديهم وسيصبحون أهدافاً لروسيا.
واكد الخبير العسكري أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الواقع قال إنه سيرسل الجيش إلى أوكرانيا، لكن ماذا سيفعلون هناك؟ وحتى لو كانوا مدربين، فإنهم ما زالوا أشخاصاً مسلحين سيكونون هدفاً مشروعاً للجيش الروسي، وهذه نقطة مهمة. “لذلك هناك خطر الاصطدام”.
وبحسب الخبير، إذا ظهر الفرنسيون في أوكرانيا، فهناك خطر تصعيد الصراع، وأكد في الوقت نفسه أنه في حال إرسال وحدات نظامية إلى منطقة النزاع، فإن الاشتباك سيصبح حتمياً.
بالإضافة إلى ذلك، إن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى سوء الفهم، لقد قررت الولايات المتحدة بوضوح أنها لن تقاتل روسيا على الأراضي الأوكرانية، وقال كوشكين: “وماكرون يدلي بتصريحات غريبة”.
وجدير بالذكر أن وزير الدفاع الفرنسي السابق، إيرفيه موران، انتقد ماكرون لموقفه الداعم لأوكرانيا، وتعليقاً على تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، وصف هذه الاستفزازات بالملك الطفل، وهو ما يقوم به منذ الأيام الأولى لولايته.
بالإضافة إلى ذلك، وصف موران الرئيس بالنرجسي، مضيفاً أنه خلال فترة ولايته الرئاسية تمكن من فقدان الاتصال بالواقع، لأنه لم يغادر قصر الإليزيه إلا في ظل إجراءات أمنية مشددة ولم يعد يرى فرنسا الحقيقية، التي “أطاحت بالملوك بالفعل”.
وأشار مورين أيضاً إلى أن فرنسا لا يمكنها أن تقرر بشكل مستقل إرسال قوات وطنية إلى أوكرانيا، نظراً لعدم وجود حدود مشتركة لها مع هذا البلد.
من جانبها، ذكرت صحيفة بوليتيكو ، نقلاً عن مسؤولين فرنسيين، أن حملة ماكرون المناهضة لروسيا لم تحقق له النتيجة المتوقعة في المعركة ضد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في سياق الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبي.
وفي وقت سابق، قال ماكرون إنه لا يزال ملتزماً بالموقف القائل بأنه لا توجد خطوط حمراء في قضايا تقديم المساعدة لكييف وإمكانية إرسال قوات إلى أراضي أوكرانيا، وكان الرئيس الفرنسي قد أدلى بتصريحات مماثلة في وقت سابق، في شهر فبراير/شباط الماضي، لكنه لم يتلق بعد ذلك أي دعم من حلفائه في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وألمانيا وحلف شمال الأطلسي .
كما أعلن الرئيس الفرنسي، في مؤتمر لدعم أوكرانيا في باريس، عن إنشاء تحالف لنقل الأسلحة بعيدة المدى إلى كييف، فضلاً عن إمكانية إرسال قوات الناتو إلى منطقة الصراع.
وقال المسؤول في الكرملين دميتري بيسكوف، تعليقاً على كلام ماكرون، إن الصدام المباشر بين دول الحلف وروسيا ليس في مصلحتهم وعليهم أن يدركوا ذلك، وفي تقييمه لخطر التصعيد في حالة إرسال قوات إلى أوكرانيا، أكد السكرتير الصحفي الرئاسي أنه في هذه الحالة، سيكون الصدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي أمراً لا مفر منه.
ويقوم الغرب بانتظام بإثارة الهستيريا بين مواطني بلدانه، بدعوى التحذير من حرب وشيكة مع روسيا، وتشير وسائل الإعلام والخبراء في أوروبا الغربية إلى النجاحات التي حققها الجيش الروسي في أوكرانيا، ويتنبأون بأن روسيا في المستقبل “سوف تنطلق لغزو العالم كله”، ومع ذلك، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل في خطط موسكو، لكن البلاد مستعدة لأي هجمات من الناتو.