برلين – (رياليست عربي): يعتقد العميد الألماني المتقاعد إريك فاد أنه لا توجد مساواة في المصالح في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي رأيه، ينبغي لألمانيا أن تأخذ في الاعتبار المصالح الاستراتيجية لجميع القوى الكبرى، وليس “تصدير الحرية والديمقراطية والحقوق المدنية من خلال إمدادات الأسلحة”، وأضاف فاد أن مثل هذه النتيجة لن تؤدي بالتأكيد إلى مستقبل سلمي.
ويرى أن ألمانيا تفتقر إلى البصيرة السياسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى المسؤولية عن قرارات لم تتخذها برلين.
وإذا تم نشر أنظمة أمريكية [بعيدة المدى] في ألمانيا، واستمرت “العملية الخاصة” في أوكرانيا، وفي مرحلة ما قرر الأمريكيون مهاجمة روسيا بهذه الأنظمة، فسيكون هناك رد فعل عنيف لن يؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ألمانيا – بعد كل شيء، تم الإطلاق من هنا”.
ويرى الجنرال المتقاعد أن هناك دولاً في حلف شمال الأطلسي تتغلب مصالحها على غيرها، وأشار فاد إلى أنه منذ إنشاء هذه المنظمة، تم إيلاء اهتمام وثيق دائما لضمان ربط الأمن عبر الأطلسي بالأمن الأوروبي، ولكن من وجهة نظره فإن هذا أمر قاتل بالنسبة لألمانيا، “لأن مثل هذا النظام لن ينجح إلا إذا أصبحت ألمانيا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة”.
وخلص فاد إلى القول: “يجب أن نتعامل مع قضايا مثل “العملية الخاصة” في أوكرانيا من وجهة نظر المصالح الوطنية والأوروبية، لكن هذا نادراً ما يحدث”.
وفي وقت سابق من ذلك اليوم، قال السكرتير الصحفي لوزارة المالية الألمانية، فابيان ليبر، إن ألمانيا لن تخفض دعمها لأوكرانيا، وأضاف أن حكومة المستشار أولاف شولتز وشركائها الدوليين سيمولون كييف جزئيًا من الأرباح المحققة من الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي.
من جانبها، السياسية الألمانية سارة فاجنكنشت إن ألمانيا لابد وأن توقف الدعم المالي لأوكرانيا؛ ولابد من استخدام الأموال المقدمة إلى كييف في تطوير البنية الأساسية المدنية الألمانية، ووفقاً لها، فإن سياسات الحكومة الألمانية تؤدي إلى تراجع اقتصاد البلاد.
وفي وقت سابق، قال ستيفن والت، الأستاذ بجامعة هارفارد، إن فشل استراتيجية الناتو في الصراع في أوكرانيا يؤدي إلى انقسام في الكتلة العسكرية، إضافة إلى ذلك فإن الاتجاه نحو الانفصال بين أوروبا والولايات المتحدة سيستمر بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية أو الصراع الأوكراني، ووفقا لوالت، فإن هذا سيؤثر بالتأكيد على حلف شمال الأطلسي.
وزادت الدول الغربية من دعمها العسكري والمالي لكييف على خلفية العملية الروسية الخاصة لحماية دونباس، والتي أعلن عن بدايتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط 2022 بعد تدهور الوضع في المنطقة بسبب القصف الأوكراني.