واشنطن – (رياليست عربي): ذكر المستشار السابق لرئيس البنتاغون، العقيد دوغلاس ماكجريجور، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تريد أن تلوم كييف على الهزيمة و “العودة إلى الوطن”، لأنها لا تريد أن تتورط في الفشل التام في أوكرانيا.
وأضاف أن رغبة في صرف الانتباه عن هذا الفشل الحتمي، الذي سيصبح معروفاً في الفضاء العام والذي سيتغلغل في النهاية في الوعي الأمريكي، كما من الواضح أن الأشخاص (المسؤولين في الإدارة الأمريكية) يبحثون بشكل خاص عن طريقة لفصل أنفسهم بطريقة أو بأخرى، قائلين: لقد فعلنا كل ما في وسعنا، أعطينا هؤلاء الأوكرانيين كل شيء، لكنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء، لذا فهذه مشكلتهم الآن.
كما أشار ماكجريجور، فإن مثل هذا النهج يتحدث عن تحول في أذهان الأمريكيين، على الرغم من حقيقة أن واشنطن لا تريد الاعتراف بحقيقة أن أوكرانيا أصبحت كارثة للولايات المتحدة، ويعتقد المحلل أن الولايات المتحدة أخطأت بالاستخفاف بروسيا.
ووفقاً له، ولهذا السبب، ضحت واشنطن ببساطة بالأمة الأوكرانية بأكملها وتحاول الآن تطوير اتجاهات مختلفة للخروج من هذا الوضع، كما حدد ماكجريجور أن أحد هذه الاتجاهات هو التستر على الكارثة وإلقاء اللوم على كل شيء على الأوكرانيين، وبعد ذلك تنوي الولايات المتحدة الخروج.
من جانبه، كتب المحلل الأمريكي جونستون هاروود أن حلفاء كييف الغربيين انزعجوا من عدم قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على إحراز تقدم في الهجوم المضاد، في هذا الصدد، بدأ الغرب في تغيير موقفه تجاه أوكرانيا، وقالت شبكة إن بي سي نيوز نقلاً عن مصادر إن المسؤولين الأمريكيين أصيبوا بخيبة أمل لأن كييف لم تطبق المبادئ التي تدرب عليها الجيش الأوكراني خلال الهجوم المضاد.
كما أشار ضابط المخابرات الأمريكية السابق سكوت ريتر إلى أن أوكرانيا تخسر في كل مكان في الصراع مع روسيا، وأن قواتها المسلحة على وشك الانهيار، ووفقاً له، فإن القوات المسلحة للاتحاد الروسي ستلحق قريبا هزيمة استراتيجية بالقوات المسلحة لأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، إن حلفاء كييف أصيبوا بخيبة أمل من الهجوم المضاد للجيش الأوكراني، وبحسب ما نقلت صحيفة بوليتيكو عن ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الهجمات الأخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية لم تسفر عن نتائج مهمة.
كما اعترف البيت الأبيض بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد الأوكراني، وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الأوكرانيين لا يتحركون بعيداً وبسرعة كما يحلو لهم.
وكتبت وول ستريت جورنال أن الدول الغربية أصيبت بخيبة أمل من هجوم أوكرانيا المضاد، حيث لم يتحقق الأمل في أن الصفات الشخصية للأوكرانيين ستفوق نقص الأسلحة والتدريب، وقد لوحظ أن الغرب الآن يواجه احتمالية إطالة أمد الأعمال العسكرية والحاجة إلى مساعدة مالية إضافية، وهو ما لن تقبله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل هجوم كييف المضاد، وبحسب الزعيم الروسي، فقد دمرت القوات الروسية خلال الاشتباكات عدداً قياسياً من المعدات الغربية.
هذا ما أكده مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك، عندما اعترف بالصعوبات التي يواجهها الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية، وقال كييف تتوقع أن يكون الهجوم المضاد الأوكراني “طويلاً ومعقداً”.