واشنطن – (رياليست عربي). أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث يوم الخميس عبر منصة إكس أن الأدميرال ألفين هولسي، قائد القيادة الجنوبية الأميركية (SOUTHCOM)، سيتقاعد نهاية عام 2025 بعد عام واحد فقط في منصبه، في خطوة تعكس تزايد الخلافات داخل البنتاغون حول شرعية واتساع نطاق العمليات الأميركية في منطقة الكاريبي.
ويأتي الإعلان بعد الضربة الجوية الأميركية الخامسة المعلَنة ضد سفينة يُزعم أنها تهرّب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، وكذلك بعد تأكيد الرئيس دونالد ترامب أنه فوّض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. وفي اليوم نفسه، نفّذت قاذفات B-52 الأميركية طلعة استمرت أربع ساعات على طول الساحل الفنزويلي، وفقاً لتقرير سي إن إن.
خلافات حول العمليات والشرعية القانونية
ونقلت سي إن إن عن مصدرين مطلعين أن التوتر بين هيغسِث وهولسي تصاعد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ كان الوزير يرى أن القائد العسكري لا يتصرف بصرامة كافية ضد شبكات التهريب ويتحفظ على بعض المعلومات التشغيلية، في حين عبّر مسؤولو القيادة الجنوبية عن قلقهم من الأساس القانوني للضربات.
وبحسب المصادر، بلغت الخلافات ذروتها خلال اجتماع عُقد في 6 أكتوبر في البنتاغون جمع هيغسِث وهولسي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، حيث عرض هولسي تقديم استقالته، لكن القرار أُجّل حتى هذا الأسبوع.
لاحقاً، نفى المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن يكون هولسي قد شكّك في قانونية العمليات، واصفاً تلك التقارير بأنها «غير صحيحة».
مسيرة عسكرية امتدت 37 عاماً
وأكد هولسي تقاعده في بيان عبر إكس، قائلاً إنه سيغادر منصبه في 12 ديسمبر 2025 بعد 37 عاماً من الخدمة في البحرية الأميركية.
«كان شرفاً عظيماً أن أخدم كقائد ونائب قائد على مدى 34 شهراً. إن فريق القيادة الجنوبية ترك أثراً دائماً في الدفاع عن أمتنا وسيواصل ذلك»، كتب هولسي.
ويُعد هولسي طياراً بحرياً متمرساً وخريج برنامج ROTC البحري، تولّى سابقاً قيادة مجموعة الضربات الحاملة الأولى وخدم ضابط عمليات في هيئة الأركان المشتركة. تسلّم قيادة القيادة الجنوبية في نوفمبر 2024 خلفاً للجنرال لورا ريتشاردسون التي تقاعدت في وقت سابق من هذا العام.
إعادة هيكلة واسعة في البنتاغون
منذ توليه المنصب، أجرى هيغسِث تغييرات جذرية في هيكل القيادة العليا، شملت إقالة عدد من كبار الضباط مثل رئيس الأركان السابق الجنرال سي كيو براون، والأدميرال ليزا فرانشِتّي، والجنرال جيفري كروز، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية.
وقال هيغسِث:
«نيابةً عن وزارة الحرب، نتقدّم بأسمى عبارات التقدير للأدميرال ألفين هولسي على أكثر من 37 عاماً من الخدمة المتميزة لأمتنا».
ويترك رحيل هولسي فراغاً في موقع حيوي يشرف على العمليات الأميركية في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي — وهي منطقة أصبحت محوراً رئيسياً في حملة واشنطن الموسّعة لمكافحة المخدرات والاستخبارات، والتي يرى منتقدون أنها تزداد غموضاً في الفصل بين مهام إنفاذ القانون والحرب السرّية.






