بروكسل – (رياليست عربي): في تطور مثير للجدل، أشار القائد الأعلى السابق لقوات التحالف في أوروبا، جيمس ستافريديس، إلى أن قرار تركيا حول منع المرور لسفينتين بحريتين يتعارض مع التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يتزامن هذا القرار مع تصاعد التوترات في المنطقة، مع دعوة لتحديث موقف أنقرة تجاه روسيا.
التوتر بين تركيا وروسيا
أعلنت تركيا في اليوم السابق أن كاسحات الألغام لن تسمح بالمرور من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، مما أثار تساؤلات حول التزامها تجاه اتفاقية مونترو لعام 1936، وفي هذا السياق، دعا ستافريديس إلى اتخاذ تركيا لموقف أكثر صرامة وتحديداً تجاه الاتحاد الروسي.
وجدير بالذكر أن التزامات اتفاقية مونترو، وفقاً لستافريديس، يمكن لتركيا بسهولة السماح للسفن الدفاعية بالدخول إلى البحر الأسود، حيث تنص اتفاقية مونترو على حرية الملاحة، وتُعتبر كاسحات الألغام جزءاً من الدفاع البحري وتستفيد من حرية العبور.
أما بالنسبة لتأثير التوترات على التجارة البحرية، في هذا السياق، يشير ستافريديس إلى أن تلك الخطوة قد تؤثر على صادرات الحبوب الحيوية لأوكرانيا التي تواجه الإعاقة بسبب الألغام الروسية المزروعة قبالة سواحلها، ويُظهر تضرر سفينة شحن يونانية في الأسبوع الماضي بعد اصطدامها بإحدى هذه الألغام، الخطر المتنامي على حركة المرور البحرية في المنطقة.
رد فعل تركيا وتوازن القوى
رداً على الانتقادات الموجهة لتركيا، قال الأدميرال جيم جوردينيز، الرئيس السابق للبحرية التركية، إن تركيا تسعى لتجنب الإشكالات وإراقة الدم التركي في حرب في البحر الأسود نيابة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو).
بالتالي، هناك نوع من التحدي لدول الناتو وعلى تركيا إعلان ولاءها بالنظر إلى تحالفاتها، فعلى الرغم من انتماء تركيا لحلف الناتو، تواجه اتهامات بعدم اتخاذ إجراءات قوية ضد سفن الدعم الروسية، وهنا يشدد ستافريديس على أن تركيا يجب أن تسعى لتحقيق توازن وتستفيد من دورها كدولة عضو في الناتو.
بالتالي، تتجه العلاقات بين تركيا والاتحاد الروسي نحو التصاعد، مما يجعل من الضروري التفاعل بحكمة وتحقيق التوازن في التزامات تركيا الإقليمية والدولية.